نافذة أدبية جديدة فتحها صالون سلمية الثقافي، تمثلت بنادي قصيدة النثر، الذي انطلق منذ أيام في باكورة نشاطاته بمشاركة واسعة من شعراء قصيدة النثر وبحضور من الذواقين والمهتمين.
على هامش أمسية الافتتاح وبعد أن قدم الشعراء المشاركون إبداعاتهم (النثرية) أقيمت ندوة حوارية لم يكن مخططاً لها، دار فيها نقاش حول قصيدة النثر ومدى انتشارها وشروطها وخصائصها وآراء وانطباعات فيما قدم بهذه الأمسية.
في الآتي نوجز لكم ملخصاً من آراء بعض الحضور.
الشاعر أيمن رزوق: قصيدة النثر هي القصيدة المتطورة التي تحمل راية التغيير في كل المجالات من حيث (الصورة المفردة، الحالة..) نحترم الوزن والقافية والتفعيلة.
ما قدم في هذه الأمسية ينتمي شكلاً إلى النثر الفني بدرجات متفاوتة. القصيدة ليست شكلاً واحداً، فهي منفتحة على عالم واسع من التجريب بخطوات مختلفة حسب رأي كل شاعر.
كل من يقدم يملك رؤية وطموحاً، وقد قدمت تجارب متعددة منذ القدم، الروح العامة هي روح مشتركة ومبررات وجودها عند الجميع موجودة، أي أن تتخلى عن بعض القيود التي حاصرت الشعرية العربية في التفعيلة والروي. هناك تفاوت فيما قدم وهذا أمر طبيعي، ولكن هناك طموحاً يأخذ طريقه إلى قصيدة النثر الحقيقية.
الشاعر مهتدي غالب: هذه المبادرة هي مشروع ثقافي من وراء التسمية، ولكن مفهوم الشعر كان غائباً، عندما يغيب المفهوم لم يعد بإمكانك كتابة الشعر، يجب أن أعرف ماذا أقول في القصيدة، هناك قصائد هلامية بلاهوية، شعر بلا هوية المقطوعات الشعرية المقروءة كفقرات بين الشعراء، من قبل عريضة الأمسية هي للشعراء الكبار في سلمية (العامود، الجندي، الماغوط، هاشم، الشيحاوي وغيرهم) كل له هويته، كل له مشروعه الشعري، لذلك على من يكتب قصيدة النثر أن يعرف ماهي هوية شعر النثر، أي نبع ليس له روافد يجف.
مفهوم الشعر كان غائباً، لا يعرف الشاعر ماذا يكتب و ماذا يقول، وماهي الرسالة… الكتابة هي رسالة المبدع إلى المتلقي.
الشاعر فاتح كلثوم: في وزارة الثقافة أقمنا دورتين حول قصيدة النثر، وكان على المشترك أن يقدم وجهة نظر في قصيدة النثر. ليس المهم أن تتخلى قصيدة النثر عن الأوزان، بل هي قصيدة الحداثة، كل قصيدة لا تملك رؤية أو مشروعاً ليست قصيدة، وليس كل كلام جميل شعراً.
قصيدة النثر مدنية بامتياز تحتمل قضايا فلسفية بداياتها مع عصر التنوير (أرض اليباب) الأدب هو صوت من لا صوت له، الانطلاق من لاشيء من أجل صياغة شيء جديد، ما قدم في هذه الأمسية كان عبارة عن محاولات شعرية.
الشاعر فائق موسى: أرى أن هناك إشكالية في قصيدة النثر هي الغموض في قواعد وشروط وأسس كتابتها، لم يتفق عليها حتى الآن، تقليد الغرب في الكتابة هو عملية تشويه للأدب العربي، الشعر موجود في الرواية والقصة والخاطرة، ويمكن أن نجد شاعرية فيها وأحاسيس.
القصيدة النثرية لها أسس وقواعد لابد من الالتزام بها، هناك النثر الفني من أجمل ما كتب في النصوص الأدبية، يفوق الشعر الخليلي ويضاهيه في التأثير.
الشاعر نضال الماغوط: قصيدة النثر هي قصيدة الحرية… ولكنها لا تعني الفوضى، الأدب وجد من أجل الحياة، ظاهرة النثر منتشرة في العالم بشكل واسع، وقصيدة النثر عبارة عن جدارمنخفض.
نصار الجرف