الشاعرة إيمي وولترز من أبرز شاعرات أستراليا، وهي مبدعة وموهوبة بحق لأنها جمعت بين الشعر الرقيق والخاطرة الوجدانية التي تنبثق من روحها الظمأى لرحيق الوئام الإنساني.
تقول في مفكرتها: الخاطرة هي همس روحي، إنها نفحات من قلبي المترع بالحب الإنساني، فنحن- معشر البشرـ إخوة وأخوات، أبناء وبنات آدم وحواء. كم أتمنى أن أرى الناس يداً بيد في معترك هذه الحياة…!
لقد خلقنا للسعادة والتفاهم! لم نخلق للعداء والمشاحنات، فروحنا أسمى من هذه الترهات التي تشلها وتقضي عليها.
أنا أمد يديّ إلى بني آدم الذين يشاركوننا الحياة على هذه المعمورة…هذا ندائي! هذه دعوتي النابعة من شغاف قلبي وسويدائه…هذا ما سطرته في بداية آذار 2019.
تقول في افتتاحية قصيدتها «أركاديا الفاضلة»:
أركاديا! أجل أركاديا!
تلك الفردوس! تلك الجنة التي نتوق إليها.
أنت حلم البشرية
لأنك تمثلين البساطة والطيبة!
هذه أركاديا أحلامي…هذه أركاديا البراءة…
يا صباحات أركاديا النضيرة!
يا نسائمها العليلة!
إننا نرتمي في أحضانك الحانية!
يا أزاهير أركاديا!
انشري عبيرك الفواح!
دعينا ننتشي بعبقك الذي يضوع في كل أرجائك!
إني أرى أطفالاً يلعبون ويمرحون!
إني أرى عاشقين يداً بيد
والبسمة على محياهما!
إني أرى راعياً يغازل راعية
بأهازيج تنطلق من صميم الفؤاد!
تطرب الأغنام حين ترى الحب والبراءة في سهول أركاديا!
يا مساءات أركاديا البهيجة!
أطيار تعود إلى أعشاشها في الأشجار السامقة!
أطيار قضت نهارها بسرور
وعادت لتنام بأمان وطمأنينة!
تعالوا نمتطي خيالنا لنبلغ أركاديا التي تنادينا!
تعالوا نتسابق إلى أركاديا الإنسانية الحقة!
تعالوا نسدد خطانا إلى أركاديا الأحلام!
حيث الخلاص، حيث الأمان
حيث الروح تنتعش وتجود.
أ. د. الياس خلف