مهنة المنجد أو التنجيد من أهم المهن التي عرفت عند العرب والمدن والأرياف السورية ولاسيما محافظة حماة و ذلك قبل انتشار تكنولوجيا صناعة الوسائد والمراتب والبطانيات والفرش، فلم يكن في المنزل سوى اللحاف كوسيلة للتدفئة والوقاية من برد الشتاء، وكانت هذه المهنة تدخل في مستلزمات تأسيس كل منزل جديد، فأيام زمان كان يخصص عدة أيام قبل الزفاف لكي يأتي المنجد ويقوم بتجهيز الفرش واللحف والمخدات، كما أن أغلب الناس كانوا يجددون ما لديهم من مفروشات فيستدعون المنجد إلى المنزل، وخاصة في الأرياف، ولكن بفعل التطور على صناعة الأثاث المنزلي وانتشار البطانيات ورخص سعرها خسر المنجد الكثير من زبائنه وأصبحت المهنة في تراجع مستمر وعرضة للغياب عن مشهد الصناعات التراثية.
لقد ارتبطت مهنة التنجيد بالأفراح، وكانت تجهيزات العروس لا تتم دون الفرش الذي يبدأ العروسان حياتهما المشتركة عليه وجميع الناس تتفاءل به، ولأن الفرش ضروري للبيوت أيضاً كانت مهنة المنجد من المهن الضرورية التي لا غنى عنها، والتي جلبت إلى العديد من العائلات في البلدان العربية أسماءهم، فالكثير من العائلات التي عملت في هذه المهنة أصبحت كنيتها المنجد، وهو مؤشر على المكانة الاجتماعية لمهنة المنجد قديماً.