منارة جديدة تضاف إلى منارة الثقافة تشع أدباً وشعراً ومعرفة في حماة هي .. ملتقى (رواء قهوة وكتاب ) الذي يستضيف من آن لآخر الأدباء ويستقطب عشاق الشعر حتى يغص بهم المكان .
آخر نشاطات ( رواء ) استضافته شعراء من دمشق والنبك وحماة ألقوا روائعهم أمام جمهور نوعي وذواق فكانت أمسية شعرية جميلة .
قدمت الشعراء بأسلوبها المتميز الشاعرة ماجدة العلواني الكيلاني والبداية كانت مع الشاعر أنس حجار الذي اخترنا من إنتاجه أبياتاً من قصيدة ( أسئلة بظهر الغيب ) :
تماديت بالقرب حتى احترقت
تبارك ياليتني ما اقتربت
فوهجك أرهق في اشتهائي
وأهلكني بالهوى ما اشتهيت
كأن غرامك نار عقاب
تطهر أمسي مما اقترفت
فحبك مثل صلاة ولكن
ذنوبي تباعدني إن هممت
وبعد وضوئي من ماء عشقي
أصلي ولكن كأني سهوت
ثم ألقى الشاعر أحمد المصري بعضاً من قصائده اخترنا منها :
هذي العيون وهذا الشعرأروانا
…. كان البهاء بها فالعشق قد كانا
لا ترتجي الشعر ممن لا يغازلها
… من أنطقت حجراً بالصمت أعيانا
إن اللسان له في الخلق مغترق
… والعين تجمعهم في الفهم إخوانا
في السعد لامعة في الحزن دامعة
في الصمت سامعة ، شرحاً وعنوانا
البحر زرقتها .. والليل أسودها
… والروض خضرتها كالظل يغشانا
ثم جاء دور الشاعر وسام الشافي الذي اخترنا ممّا قدم الأبيات التالية :
لا تحسبن شفق الغروب إذا بدا
جمداً توقد من فراق مسّهد
ذاك الجمال توارث قد حِزته
ذا لون جفني فوق خط المرود
إغفاءةٌ والحبّ في حدقاتنا
يومي بإشراق الغد المتجدد
واخترنا مما قدمه الشاعر تمام المفلح :
قبلته فاحمر من خجل
ثم اشتكى من لوعة القبل
من ثغره خمر معتقة
أغابها أشهل من العسل
والوجه لو بانت مفاتنه
قد يبصر الأعمى من غزل
هل أزهر الصفصاف في
بردى أم أنه يزهو من الثمل
ياشام إن أبديت معصية
فالحب والأشواق تشفع لي
قد تقتل الأشعار صاحبها
إن لم يقف يوماً على الطلل
ثم ألقى شاعرنا رياض المصري فاخترنا منه :
أتحبني ؟ رمت السؤال وأطرقت
لم تدر في قلبي أناما أيقظت
صحت تكدس عاجزاً ما بيننا
ومن المحاجر بضع دمعات همت
فنجانها ولفافة وهواجس
عن بعض ما في قلبها قد حدثت
وأنا وصمتي والدخان وحيرتي
ولواعج في الصدر نار سعّرت
بعدها جاء دور الشاعر نجيب الكيلاني الذي اخترنا مما قدمه :
وإذا عزمت فما سواه رواء
طرب وشعر عاطر وغناء
شبابة تشدو لماجدة الهوى
وأن يهز مشاعرى أصداء
أنس يحلق بالسماء ببرده
وسهيل يهديه السنا وذكاء
ورنا تسابق لحنها في سحرنا
والصحب يثمل لو تجود وفاء
وألقى الشاعر محمد سمير محفوظ فاخترنا منه :
جئنا حماة فجاد الشعر والأدب
حين التقينا سراة فكرهم شهب
أرض الفداء بها سيف وقافية
مفضالة وإليها الجود ينتسب
عزف النواعير أشجان تسامرنا
تالله معجزة أن يطرب الخشب
كل العصاة استشاطوا ربهم غضباً
إلا عاصيك في عصيانه سبب
ثم ألقت الشاعرة وفاء السمان شعرها فاخترنا منه :
أنتم للمسا سنا وبهاء
وبكم ضاهت الجنان رواء
هكذا تحتفي الشواعر شدوداً
كالنواعير ينشد الشعراء
هاهنا الطقس قهوة وكتابً
جئتم أهلاً أيها الندماء ! !
صلاح أورفلي