الانتحار ( قيام الشّخص بعمل ما يؤدّي بنفسه إلى الموت عمداً) يلجأ بعضهم إلى الانتحار للتّخلّص من صعوبات الحياة إثر اضطرابات نفسيّة أو إدمان أو تعاطٍ للمخدّرات، أو نظراً لظروف ماديّة أو علاقات شخصيّة، وقد شهدت السّنوات الأخيرة الماضية زيادة في عدد حالات الانتحار.
وعن هذا الموضوع التقينا اختصاصي الارشاد النفسي اسماعيل. ق فحدثنا قائلاً:
من الأســباب الشــائعة للانتحــار تردي الوضع الإقتصادي و تراكم الديون وإنتشار البطالة والفقر، ما يتبعه الفشل الدراسي والمهني والإجتماعي، إلى آخره من كوارث، لذلك نجد أن حوادث الانتحار تحدث بشكل أكبر بين الطبقة الفقيرة بحكم أنها الأكثر تأثراً.
وتابع قائلاً: 90% تقريباً من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من مشكلة نفسية أو أكثر (مثل الاكتئاب الحاد و الهوس الاكتئابي و الفصام واضطراب الشخصية).
بالإضافة إلى أسباب أخرى كالإدمان على الكحول أو المخدرات بالإضافة للعزلة الاجتماعية والوحدة والعنف، الاعتداء الجنسيّ، و التّحرّش الجنسيّ وسوء المعاملة والتّفكّك الأسريّ و فقدان أحد المقربين، والأشخاص المسجونين أو خرجوا لتوهم من السجن.
كما أن التعرض للتسلط يخلق عند بعضهم المعاناة ويترك هذا التسلط على الإنسان تأثيرات سلبية تبقى معه وقد تكبر مع الزمن .
لماذا ينتحر هؤلاء وما هو تفكيرهم لحظة الانتحار؟
تابعنا حديثنا عن الانتحار مع الاختصاصي اسماعيل :
إن الحياة لا يمكن التخلي عنها في لحظة يأس، أنا وأنت نعلم هذه الحقيقة الغائبة عن ذاك الذي قرر إنهاء حياته، اعتراضاً على ما يقابله في الحياة، من ظروف صعبة ومآسي، في الحقيقة هو لايسمع ولايرى فالألم أحكم قبضته على عقله، والحزن أسدل شباكه السوداء على عينيه، ويأسه يشكل حاجزاً بينه وبين أية محاولة خارجية لإعادته من هذا الطريق المظلم.
إن الشخص الذي يقرر الانتحار، هو في الحقيقة يعاني من آلام نفسية حادة لا يقوى على تحملها، فيقرر وضع حد لحياته مهما كان الثمن، ، ان المنتحر في لحظة الانتحار يعيش حالة من الاستسلام، وفيها يكون المنتحر بلغ من اليأس أشده حتى تساوى عنده الموت والحياة، لم يعد هناك ما يجذبه للحياة يوما واحداً آخر، فقد انتهت كل أسبابه للحياة، وانتهت كل آماله، إن أحداثاً قد تبدو بسيطة بل وتافهة أحياناً، قد تتسبب في انتحار شخص في محيطك دون أن تدري، لذا علينا الانتباه لأقوالنا وأفعالنا، فما الانتحار إلا ذرة ألم لانراها، نمت وتفاقمت وتضخمت بسلبية المحيطين وتجاهلهم وأفكارهم وآرائهم التي لم تزد الطين إلا بلة، حتى أثقلت حاملها وأودت به إلى الموت.
لذا علينا الابتعاد عن بث السلبية في نفوس من حولنا، فلا نعلم أية فكرة أو حتى كلمة نطلقها، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بالنسبة لشخص يائس حولنا لم نلحظ حتى وجوده ، نحن البشر مختلفون وكل شخص منا لديه درجة من القوة والتحمل، فلا تطلق أفكارك وكلماتك بعبثية، فقد يكون في محيطك شخص وصل إلى آخر مراحل البؤس والكآبة فكان لكلمتك أثراً مؤلماً في نفسه، جعلته يدفع بنفسه في هوة الاكتئاب أو الانتحار، تاركاً الحياة وقلوب أحباءه معه.
ويضيف إن قضية الوقاية من الانتحار لم تعالج بشكل كاف بسبب ضعف الوعي بالانتحار كمشكلة صحة عمومية رئيسية ولكونه من المحظورات في كثير من المجتمعات.
وعن الوقاية من الانتحار وطرق مكافحته حدثنا:
– التشخيص والعلاج والرعاية المبكرة للمصابين باضطرابات نفسية أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان والآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية الحادة.
– توفير الرعاية والمتابعة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار وتوفير الدعم المجتمعي لهم.
– التربية والتنشئة السليمة في الأسرة
– تقوية الوازع الديني: فالمؤمن لايفقد الثّقة بالله، وبحكمته، وعدله، ورحمته، فهو يعلم بأنّ بعد العسر يسراً، وبعد كلّ ضيق فرج.
تعزيز روح التّفاؤل لدى الفرد.
– الرعاية الاجتماعية: إذ يعتبر الفرق بين الطّبقات الاجتماعية عاملاً مسبّباً للانتحار، والرّعاية الاجتماعية تساعد على الحدّ من هذه الظّاهرة.
– والقضاء على البطالة.
– تقييد فرص الحصول على وسائل الانتحار كالأسلحة النارية، والسموم، وبعض الأدوية وغيرها.
– الحد من استخدام الكحول على نحو ضار
– الحدّ من العنف الأسريّ والمشكلات الزوجية: كونها تؤثر على نفسية الأبناء, ما يؤدي إلى لجوئهم إلى ما يخلصهم من هذه الضّغوطات النفسية.
ربا القصير