يرتجفُ صوتي مع كلِّ غروبٍ، وتشرد الروح عبر حزنها الشفيف معانقةً عتبة السحاب واخضرار المدى بينما الجراح تسكب نزفها في مقل الريح تاركةً نوافذ الشوق مفتوحةً على الألم والدّمع .
هكذا الروح تغني لحن انطفاءاتها المورقة وتتأوّه كئيبةً على العمر الهارب والبوح المنهوب ويحترق الصمت على أبواب الرحيل ممزوجاً بخمر المواعيد.
سأحزم أشواقي المتعبة وألملم أوراق شقائي وأعطّر تنهيداتي بعطر الانتظار وأمنح خافقي للسهد وللأحزان المتربصة.
أنا الغريب على دروب الهجير أتعثّر بالخطا،يلتحفني غبار المسافات ويدميني دمع احتضار على تخوم الغيم البعيد تناثرت أحلامي العتيقة عارية النّزف والهبوب بعد طول ترقّبٍ وانكسار خلف ضفاف الوقت .
راحلٌ أنا بمركب احتراقي وفي أوج العاصفة أمخر عباب هذا اليمّ العنيد معانقاً تعبي ولهيب الموج ،يهمس لي الزبد الحالم بأن أسرع بالعبور ،فالطوفان قادم .
وبكامل صخبي وضياعي أسلمت أشرعتي للقدر وبوحي للغروب ،واهباً صوتي للخواء وذاكرتي للصدى ،ورحت أحلم بفجرٍ جديد يحمل معه بعض الدفء والأمل .
حيان محمد الحسن