في الطريق.. . .نحو أفق بعيد!.

ثقافة الكبار وثقافة الأطفال واحدة (!!)
ـ هل هذا الكلام صحيح؟!
ـ بلى .. لأن ثقافة الأطفال مستمدة من ثقافة الكبار.. الكبار الذين يحاولون النهوض بها والسعي إلى تعميمها على أوسع نطاق, من دون أن نغفل عن الأثر الإيجابي للأطفال، فهم يسعون إلى تثقيف ذواتهم والارتقاء بمعارفهم وفق مقتضيات العصر ومعطياته.
والشجرة التي لاتمد جذورها عميقة في الأرض يسهل اقتلاعها !
لذا لابد أن يكون للأطفال ثقافة عميقة وأصيلة تغوص في التراث, وفي الوقت نفسه نفتح لهم نوافذ على العصر.. لابد أن يواكبوا مستحدثات العصر من دون انبهار لأنهم ينتمون إلى بلد.. ينتمون إلى أمة, ينتمون إلى جذور وتاريخ ..
و.. نحن بحاجة إلى إعادة النظر في أدب الأطفال وثقافتهم من أجل تطويره, ومن أجل إدخال أشياء جديدة وحديثة عليه.. ومن أجل تحديث مساره وتحقيق الفائدة على الصورة الأمثل والأفضل..
بلى .. نحن في حاجة إلى مزيد من الاهتمام بثقافة الأطفال على كل مستوى وفي كل الفنون والأجناس(!)
و.. نحن بحاجة إلى التدقيق في وسائل إيصال إبداعات الكُتّاب ونصوصهم الإبداعية (الشعرية والقصصية والمسرحية), بل أن نوفّر السمات الفنية والشكلية القادرة على جذب الأطفال إلى هذه النصوص الإبداعية.
و.. هناك مرغبات كافية تجعل الأطفال يلتصقون بها.
بل يحرصون على اقتنائها وحفظها وقراءتها! ولابد من تحقيق الفن (الذي فيه المتعة والأسلوب واللغة والخيال والشخصية) ولابد من تحقيق القيم (التي تعني وجود الهدف الواضح المرغوب فيه أو المرغوب عنه) ثم هناك الإيصال والمقصود فيه المقدرة على استخدام وسائل التوزيع والطباعة واللوحات(!).
** من شروط كاتب الأطفال
ـ أن يكون واسع الاطلاع
ـ أن يكون ملماً بأصول التربية, والتربية النفسية للأطفال.
ـ أن يكون عريقاً في عالم الطفولة وأن يفهم عالمهم فهماً صحيحاً.
ـ أن يتقمص شخصية الطفل ويبدأ الكتابة ولاينظر إليه من فوق (!)
ـ أن يعيش الكاتب الطفولة بأحلامها وتطلعاتها..
ـ أن يعنى بفنون الأطفال كافة (شعر ـ قصة ـ مسرح ـ موسيقا) .
ـ أن يراعي مجموعة القيم التي يسعى إليها مجتمعه وأن يعمل على ترسيخها(!).
وعلى ذلك لابد من مراعاة القيم الوطنية والقيم الشخصية والقيم الاجتماعية والقيم الترويحية..
.. وهناك ـ مشكلة كبرى ـ تعترض طريق كاتب الأطفال:
هذه المشكلة هي تعدد الجهات التي تحاول غرس هذه القيم في الأطفال (!!)
(المدرسة تغرس، والتلفاز يغرس، والأنترنت يغرس ـ والبيئة تغرس، والقصص تغرس ,..و.. و.. ).
والقيم إما أن تكون قيماً صريحة تطرح مباشرة (حث الطفل على التعاون مثلاً) أو أن تكون قيماً ضمنية يطرحها الكاتب طرحاً غير مباشر (دعوة الطفل إلى العمل) يستنبط الطفل ذلك من ثنايا القصة أو الأثر الأدبي, وربما تكون القيم سلبية (تدعو لما هو مرغوب به كالإساءة والأذى) وربما تكون القيم إيجابية (تدعو لما هو مرغوب به كالصدق والأمانة والاجتهاد)!!
وقد صنف (وايت) العالم النفسي التربوي المتطور هذه القيم بما يلي:
ـ القيم الاجتماعية
ـ القيم الأخلاقية
ـ القيم الوطنية
ـ القيم الجسمانية ـ القيم الترويحية ـ القيم المعرفية ـ القيم العملية الاقتصادية وهي كلها ـ في مجملها ـ تدعو إلى تكامل الشخصية (!)
ويفضل دائماً في أدب الأطفال طرح القيم الضمنية (لا طرح القيم طرحاً صريحاً)
لأن ذلك يتنافى ومعطيات التربية ويخالف أدب الأطفال !
إذ لابد أن يكون التوجيه أسلوباً تربوياً ناجحاً, ولكي لايشعر الطفل بأن هناك (كبيراً) يوجهه, ويحاول نصحة وإرشاده و.. تعليمه (!)

المزيد...
آخر الأخبار