لابـــدَّ من ابــــتسامة!

لن يحزنني بعد الآن أنك لم تشاركني لحظاتي السعيدة… ربما في مكان آخر في توقيت مختلف بشخصيات غير التي نحن عليها سنلتقي سيجمعنا حديث طويل وينتهي بتجديد موعد لقاء آخر في الغد، وربما لن يكون عليّ أن أفتقدك أكثر ولن يكون عليك الركض خلفي دون أن تحصل على التفاتة واحدة مني، ربما فيما بعد أما الآن فلا…
لاأشعر حالياً بشيء أستطيع كتابته فكل الأشياء تبدو لي بلا معنى وإنما طافحة بالمعاني، أشعر بأن جميع الأشياء قد وجدت التعبير عن ذاتها وبأنني لست جزءاً منها ولا قدرة لي على النفاذ إلى أعماقها.. ثمة مزاجات تفرض عليك الصمت لساعات مطولة ثمة أوقات ستشعر بها أن داخلك يعوم في الضجيج فيما أنت هادئ ثمة أفكار تسيطر عليك في هذه الأثناء وتقودك بجنون دفعة واحدة ولن تستطيع إيقافها… ثمة أيام ستكون هي بلاء قبل الجميع… فأنا الآن بين مئات من الكلمات أسقط بعينين متوجستين أنظر إلى كل شيء… في أذني قصيدة وفي يدي كتاب وعقلي لا يستقبل أي كلمة وفمي يرفض إخراج أي حرف، وفي كل هذه الفوضى كنت أغمض عيني وبيدين باردتين أغطي وجهي الهادئ إلى أن يبتلعني التفكير وأنام.
أعرف أني أحبك كثيراً.. لكن هذا لا يعني أن يكون باستطاعتك جعلي حزينة، وبهذا الشكل الذي أبدو فيه كشبح أتجول في الأرجاء ولا أتعرف عليّ… أنت لست بخير، أنت تهوي في بئر مظلمة لا قاع لها في الخراب في الضياع أو بالأصح في عالم تافه كهذا.
كم كان أمراً مرهقاً بأن احبك بكل هذه الفوضى التي تسيطر على أيامي.. نعم أنا أستيقظ كل يوم لأحارب حزني في أحداث المنزل.. توتري.. ضياعي… الكلام الذي له رؤوس حادة، أحارب انكساراتي، وفي الليالي المكتظة بالأرق والقلق… ملايين المشاعر غير المفهومة وحالياً أكتب بشكل هستيري وحين أكون مطمئنة لاأفعل… ويتسلل الهواء البارد من النافذة فأنتفض فجأة ويتسلل القلق إلى داخلي مثل العادة في كل ليلة وحين أبدو كمن لا يكترث ترتجف أضلعي من وطأة الشعور وبشاعته…
الذكريات أكبر لعنة بعد الغياب وفي النهاية سوف أبتسم رغم كل شيء.
حلا عيّاش

المزيد...
آخر الأخبار