حسّ القمر

كان الجميع يخاطبه ويبث همّه إليه، لاأحد يصغي ويسمعه، بعد سكوت طويل.. وبعد استقبال هموم طائلة صرخ بأعلى صوته صرخة أسكتتهم جميعاً:
آتوني بنور، أين هي؟ خرجت لصوته، فقال لي: أرجوك أنقذيني! لقد تعبت فسألته باستغراب: وما حالتك هذه ياقمري؟ مابك؟ لما كل تلك البقع على سطحك ازدادت دكنة وعدداً؟ ما أمرك؟ قال: ألم تري؟ ألم تسمعي..؟ أكاد أنفجر هماً… إني أسمع همَّ البشر منذ ظهوري في السماء إلى نهاية الشهر… يطفئ نوري كثرة البقع الرمادية.. إنها تنخر في سطحي وتشكل حفراً!.
ياقمري… ياجميلي.. لاتحزن! أولا يبثون همومهم للنجوم أيضاً؟ قال: بلى قلت: إذاً لماذا ياقمري… ياجميلي؟ لا تحدث هذه البقع الداكنة؟ قال: إنها نجوم، وأنا قمر.. هل أدركت؟ قلت: لاتخزن فرغم كل تلك الرماديات ومازال هناك متسع كبير من البياض والنور الغالب لكن لاأدري كيف تزيد من امتداده فاعذرني!.
أجاب بكلمة استمري قلت: لماذا؟ قال: بمحادثتي وسماعي فإني أشكو لك همي أكثر من أن تشكي لي همك وتصفينني بالجمال رغم قباحتي. قاطعته وقلت: ومن ذا الذي أخبرك بأنك قبيح؟ أنت أجمل من الجمال نفسه! هذا ماأشعر به ويحدثني حسّي عنه لاتقلق! بُثّ لي من همك ياقمري! فلا أريد أن يختفي حسك عن حياتنا ولا نورك عنا!
فزاد إشعاعاً ونوراً وتألقاً من جديد… كم نحتاج إلى جرعة اهتمام وتفاؤل كي نظهر جمالنا وإطلالتنا المميزة!.
نور قندقجي

المزيد...
آخر الأخبار