الحياة تعطيني الكثير من الأشياء, أرضى بها مهما قلَّت, وتبقى بسيطة في نظري مهما كثرت, ولكن الأهم من ذلك, إني آخذها وأعمل بها كما أشاء وكما أفكر ولا علاقة لها بذلك, فمهما غيرت من حياتي أبقى صبورة مغامرة كما أنا لست مملة ولكنني عنيدة ويعجبني ذلك فإصراري على مجابهة الواقع بكل قوتي يقوي داخلي مهما كان ضعيفاً ويعطيني ثقة بنفسي وأملاً بمستقبل أرسمه في خيالي وبين أفكاري ويتجلى في أهدافي التي أثق أنها سامية, وعندما أحققها يتغير مستقبل حياتي ومجتمعي ووطني, ربما هذا يكون بعيد المدى بالنسبة إلى مايظهر علي من الإهمال ـ كما يقول بعضهم ـ ولكن في داخلي كوكب لطالما حلمت أن أكتشفه، يشع لي بالإلهام ويجعلني أمضي لأحقق ما أريد من هذه الحياة, لكن لا أعتقد أني سأفعل إذا ما انتهيت عن خوض الأخطاء في حياتي بل والكثير من الأخطاء ولأني أثق بأنها ستمضي ذكريات واحدة تلو الأخرى على صفحات الذاكرة, لا أدري إن كنت سأتذكرها أو لا، ولكن ما أدركه الآن هو أني على طريق الصواب الذي سأحل خلاله إلى ذلك الجزء من حياتي وكل ما أفعله الآن هو أن أعيش أيامي بلا ملاكي أصل إليه بكامل طاقتي وحماستي، وأن أنتظره مهما تأخر عني، وأن أجرب كل ما حولي من الأشياء الجميلة وخاصة تلك الأشياء التي تثير فضولي أو حماسي وتجعلني أنجذب إليها مهما كانت عنيدة أو قاسية أو حتى كئيبة, فتجربة كهذه ليست عادية حتى وإن كانت طويلة فأكثر مايجذبني إليها حقاً هو أني لا أريد أن أفوت على نفسي شيئاً لايراه الكثيرون من البشر, وهو الروح الغريبة التي كلما ابتعدت عنك ازددت منها قرباً,وتشعر بأنك اكتشفت الجديد, فبعض الأشخاص يكون البعد بينك وبينهم كبيراً, ورغم ذلك يكون كافياً أن تجدهم في حياتك فتشتاق إليهم دون ملل وأحياناً يرى الكثير أن هذا البعد مريراً وأليماً هم يجهلون ذلك لأنهم لم يعرفوا طعم الإحساس الذي يقتنع به الباطن ويحارب لأجله لأنه يجعلك تنظر من نافذة الحياة ويريك فرصاً قد لاترغب بسواها وهذا يكفي لأن تبقى صامداً أمام مشقة الحياة ومصاعبها وما من طريق ينتهي في نظري, ولدي لمستي الخاصة ويعجبني ذوقها، ,أثق بها ولن أدع الحياة تزعجني وبداخلي أمل يكبر كلما ردّدت في داخلي (سأكون كما أريد.. قوية صلبة كالحديد!)
باسمة جولاق