شهيدُ الخيالْ

على شفا المِسْكِ
وقعَ البطلُ في غرامِ الشّهرةِ
فأسرَهُ الاستغناءُ
وبعضُ الغرامِ بابُ فناء
ربّما حسدَهُ الكاتبُ
وبحجةِ إلحاحِ التّشويقِ
شاءَ محوَهُ لِئلّا يلوّعَ المعنى
أو أنَّ البطلَ ارتجلَ مماتَهُ
حينَ بردَتْ طويّتُهُ بعدَ أنْ عشِقَتْهُ الفكرةْ
نسيَ أنَّ حتميّةَ الأمامِ
أهمُّ من تورُّمِ الأسماء
والمخيّلةُ من وراءِ القصد!
وغالباً ما يكونُ المؤلّفُ أدهى
من أنْ يمدَّ يدَهُ لرحا البديلِ
فالحكاياتُ الذّكيّةُ..
تتقشّفُ على ما توفّرَ من شخوص!
كنبيٍّ واثقِ الكتابِ
يطوفُ البطلُ خلفَ أسوارِ الأحداثِ
ينتظرُ سقوطَ المقولةِ
لِيُتمَّ سورةَ الشّماتة
غابَ عنهُ أنَّ الّذينَ يكتمُ نفوسَهمْ المعنى
لنفاذِ مواردِهمُ الإيحائيّةِ
تصيرُ أرواحُهمُ محضَ عبيدٍ للفكرة!
إنَّ الجمهورَ عميلٌ للواقعِ
يمرُّ بالبطلِ المحيّدِ كقاطعِ تذاكر
ليتابعَ بحرقةٍ نكبةَ تأبينِهِ
منْ يأبَهُ لمن يسرقُهُ الخيالُ
مَنْ قافلةِ العدمِ؟
مَنْ؟!
ثمّةَ بلدانٌ بأمّتِها تُجهَضُ
كلَّما تنفسّتِ الخارطةُ حلماً جديداً
ولمْ يتوقّفْ أحدٌ عنْ ممارسةِ رياضةِ التّنبؤِ
ومتابعةِ بورصةِ الأسماءِ الرّائجةِ
بينما حكاياتُ الماضي تدوسُنا!
سعاد محمد

 

المزيد...
آخر الأخبار