استطلاع : ما هي أفضل طريقة للتعامل مع المراهق العصبي؟

 

خلال سنيّ المراهقة، لا مكان للصراخ والبكاء… ولكن هذا لا يعني أنّ المراهق لا يفقد أعصابه ويثور في وجه أهله! ونجد أنّ خلال المراهقة، يغضب الشاب أو الشابة بشكل سريع جداً، ولأيّ سبب كان وبوجه الأهل والأصحاب… ويصعب كثيراً التعامل معه. ولكن ماذا لوكان المراهق عصبيّاً معظم الوقت، ولا نستطيع التكلّم معه؟ ما هي الطريقة المثلى للتقرّب منه؟ وكيف يمكن للأهل تخفيف هذه العصبية التي لا مبرّرَ لها في غالب الأوقات؟

خلال المرور بمرحلة المراهقة، قد تظهر مشكلات كثيرة بين المراهق وأهله. فتتصاحب هذه المرحلة الانتقالية بكثير من التشنجات والضغوطات… حيث يصعب على الأهل التعامل مع ولدهم المتوتر طول الوقت. وما يزيد الطين بلة، هو انعدام المناقشة والتحاور بين الطرفين، خاصة إذا كان المراهق عصبياً. وما يجب أن يعرفه الأهل في هذا المضمار، هو أنّ المراهقة مرحلة حساسة جداً، ولا يجب أن يلجأ الأهل إلى العنف، بل إلى الإصغاء وطول البال.
المرشدة الاجتماعية ندى حسين تحدثنا عن الأسباب وطريقة المعالجة.
الأسباب الرئيسية لعصبية المراهق هناك أسباب شتى يمكن أن تكون وراء عصبية المراهق: أولاً، نظرة المراهق إلى نفسه، وهي من أكثر الأسباب التي تجعله عصبياً. وهو يفجر عصبيّته ليس فقط تجاه الأشخاص الموجودين من حوله كعائلته أو أصدقائه، بل أيضاً تجاه الأشخاص الذين لا يعرفهم. وبعض الأحيان تتم معاملة المراهق كشخص راشد، لذا يجب ألا ننسى بأن هذا المراهق ما زال طفلاً بحاجة للرعاية والاهتمام، ولا يجب الضغط عليه والطلب منه الكثير من الواجبات. كما يجب تقبّل أخطاءه ومساعدته على عدم تكرارها.
ثانيا: وفي بعض الأحيان، طموح الأهل تجاه ولدهم المراهق يشكّل عائقاً لعلاقة هادئة بين الطرفين. وبسبب رغبة الأهل في أن يكون مثالياً، فإنه يشعر بضغط نفسي بسبب تصرفات الأب أو الأم. فلا يجب أبداً إجبار المراهق على أن يتحوّل إلى شخص مثالي، كالاهتمام بمظهره، أو الانتباه لدروسه طوال الوقت، أو ترتيب غرفته… وإذا طلب منه كل ذلك، دفعة واحدة، سيتحوّل إلى شخص عدائي وعصبي بسبب الضغط الواقع فيه.
ثالثاً: سبب آخر للشعور بالعصبية عند المراهق هو معاكسته في الكثير من الأمور التي يقرّرها في حياته. فخلال مرحلة المراهقة، يسعى الشاب للشعور بالحرية والقدرة على القرار. ولكن عندما تكون قرارات الأهل معاكسة لقراراته، ينشب الخلاف وتظهر العصبية على سلوكياته.
رابعاً: الشعور الدائم باللامبالاة من أهله، وقد يفسّرها على أنها شكل من أشكال التقليل من ذاته. فتظهر ردة فعله تجاه هذا الشعور في إظهار مشاعر الغضب والعصبية كوسيلة للفت نظر والديه. وعن كيفية التعامل مع عصبية المراهق لتخفيف من عصبيته فيجب اتّباع النقاط التالية:
– اختيار الوقت المناسب للتحدث مع المراهق. فلا يمكن التحدث معه في وقت يكون غاضباً، بل عندما يكون قادراً على التحاور مع أهله.
– مناقشته بشكل منطقي والاعتماد على الأسلوب الحكيم للتعامل مع غضبه وعصبيته.
– من أنجح الطرق للتعامل مع عصبية أيّ مراهق ومع رد فعله العنيف أو العصبي، التزام الهدوء والسكينة معه والتفسير له ليدرك سوء تصرفاته ويعدّلها.
– إذا زادت عصبية المراهق وتجاوزت الصراخ والغضب والصوت العالي، وبدأ بتكسير وتخريب كل ما حوله وصولاً إلى الضرب… من المستحسن اللجوء إلى أخصائي نفسي.
وعن دور الأخصائي النفسي في عصبية المراهق تقول : يقوم الأخصائي النفسي بدورين أساسيين تجاه المراهق وتجاه أهله. ولكل اتجاه خصائصه وميزاته: تجاه المراهق، على الأخصائي النفسي مساعدته على اكتشاف شخصيته وجوانبها، كالجانب المرح، وكيفية تجاوز المواقف الصعبة، والبحث عن أساليب لتهدئته في أي حالة عصبية لديه… كما يجب التعامل معه بحكمة وهدوء وجعله يشعر باهتمام الأخصائي النفسي له والحرص على مصلحته وتفسير تصرفاته.
أما بالنسبة للأهل، فيجب أن يتفق الوالدان على أساسيات تربية موحّدة لاتناقضات فيها ما بين الأب والأم. المنطق واللغة الهادئة والحوار هي من أسس التربية الصالحة مع الأولاد، وخاصة مع المراهقين. ولا يجب أن ينسى الأهل أن يتعاملوا مع المراهق كصديق لهم والتقرب منه ومناقشته فيما يزعجه أو يوتره بدون أن يشعر أنّ ذلك اقتحام لخصوصيته. كما على الأم والأب أن يعرفا من هم أصدقاء طفلهم، لأنّ الصداقة تؤثر مباشرةً في سلوكيات ابنهما المراهق، ويمكن التحاور معه في أسس اختيار الأصدقاء.
كما لا يجب التشدّد في كل ما يتعلق بحياة المراهق ولكن أيضاً لا يجب ترك الحرية المطلقة له. بالنسبة للقرارات، فمن المهم أن يُحترم قرار المراهق ويتم تنفيذه، خاصة إذا كان قراراً صائباً. وإذا لم يكن، فبالحوار والبراهين المقنعة التي يمكن أن تدفع المراهق إلى التفكير أكثر. على الأهل أن يثقوا بطفلهم المراهق وأن يساندوه، فيتيحون الفرص أمامه لتحقيق ذاته وعدم إشعاره بأنه محور شك.
ومن أكثر الأمور التي تغضب المراهق هي إحراجه أمام أقرانه ومعاملته كطفل صغير. فعلى الأهل تجنّب تلك التصرفات واحترامه حتى يتعلم احترام الآخرين.
فالقسوة والعنف في التعامل مع عصبية المراهق واتّباع أسلوب العقاب لاتنفع كثيراً في هذه المرحلة الدقيقة.
كما التدليل الزائد وذلك نتيجة للخوف من عصبية المراهق وتذكيره دائماً بأخطائه وتجنّب الحديث والتعامل معه ببرودة والانفعال والغضب الشديد وعدم القدرة على التعامل بحكمة معه كلها تصرفات يجب تجنّبها تجاهه.
ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار