دمع الخريف يقبل الأرض في صفاء الوداع, والأحبة تلتقي وتفترق كرذاذ المطر, أوراق تتمزق، وزهور تذبل, والندى يبكي.
الأشجار تتعرى خجلاً, والغيوم إغفاء وابتسامة, كل شيء يتبدد.. وكل شيء يتجدد في حقائب الأيام الهاربة والمقبلة. يحمل سلالاً امتلأت بالثمار.
وبمناديل الأحبة يمضي, ولوقع صوته المهاجر تنهدات, الأرض التي نذرت نفسها للعطاء الأبدي في كل طقس لها أبخرة وعطور, وفي كل فصل وداع ولقاء .. وتبقى وفيّة لمعاني الخصب والولادة , وتبقى خِصل ترابها تتعشق الرياح وأفئدتها سنابل تضحية وسخاء.
يحترق الشوق ويرحل كل الأحبة, وتبقى الأرض مبدعة العطاء كالينابيع أتمدد متعبة قرب شاطئ بلا رمال.. أنتظر في كل موسم عودة القارب كالأرض تماماً في كل الفصول..
هل حزن الشتاء من العطاء؟ أم غنى الربيع لاحتراق الصيف..!
وهل غفا الخريف على طرقات الخصب؟.. السؤال يبقى انتظاراً في كل وداع ولقاء.. وكل شيء يتغير .. ويتجدد.
رامية الملوحي