هو سيف ولسان , شاعر في شعره عمق ورقة مع كبرياء يتسم بالذكاء وخلق صور فيها جمال ورهافه , ولايغيب جِرس موسيقا شعره عن قارئ او سامع . ففي شعره تناغم للكلمات لا تحسب إلا أنها تأتيه طواعية جذلى جميلة تنساب كشلال هادر وسط طبيعة غناء ولا أحسب إلا أن ثقافته ذاتيه لكنه وكما عرفته مجد دؤوب في مطالعة واكتشاف فهو يأخذ من الحياة وأحداث الدنيا حركتها فيحرِّكها في شعر جميل فيه حلاوة الجرس ورقة التأثير فيروي القلب ويطلق الخيال… ويمتلكك حتى تصير الى حالة نفسية كتلك عندما تصغي الى معزوفة موسيقية أو حيت تتأمَّل لوحة فنية فترتقي روحك كلما أمعنت النظر فيها .. وإذا كان للشعر قديماً حظوة لدى الملوك، فقد درجت العامة على حفظ الشعر أيضاً وما زالت .. والوطن الحضاري يكرم عظماءه ومبدعيه وعلماءه وشعراءه و…و… وإني إذ أهدي كلماتي اليوم لصديقي الشاعر فبداية أقول أن لانسب كالأدب وأن الأديب للأديب قريب وأزيد أنه إذا عصفت الريح بالشجر تعانقت اغصانها اشفاقا ومحبو الشعر والأدب في اجتماعاتهم ومناقشاتهم وأحاديثهم يهزون أغصان شجر ذي ثمر ويحركون وروداً ذات اريج .
وشاعرنا حتى بين الجلساء المختلفين في الرأي والمزاج والمقام يتمتع بملكة حديث فيه طلاوة ورشاقة وهو حجة في فن إدارة الأحاديث والمناظرات و متحدث لبق يتخير اللفظة في كلامه ويحرص على أن يحسن استعمال صوته ارتفاعاً وانخفاضاً في القاء شعره رغما عن مرضه وهولا يجحد الحقيقة , يقولها وبكل جرأة فالكلمة عنده حربة والحرف نصل ، ومن أقواله : يعذب الشعر ويحلو بقدر ابتعادنا عن ذواتنا والاقتراب من الطفولة والطبيعة وهموم الناس والوطن فالشاعر في تصوره ككاتب النص الموسيقي هو ذات الشخص داخل حدود القصيدة .
ففي كلا الحالين يكون الشاعر روحاً وفكراً بعالم يراه بمنظار حسّه وحدسه ليرسمه بنور من روحانيته فيأتي كالسحر بالنسبة للواقع. فما الأحرف وحركاتها وأوزانها ونغماتها إلا كطلاسم تخاطب الروح والنفس لتسبح بذلك العالم السحري خارج حدود الواقع الذي نصطدم بجداره بعيد الخروج من ذلك العالم. انه عندما يلقي شعره يأخذ المتلقي بما يشبه حلماً جميلاً عانقته الروح ثم عادت بحكم الوجود لتحبس في ذلك الجسد إلى ما شاء الله .
وعن نفسي أقول أني لا أستطيع التعبير عن ارتعاشي حينما أمسك بيدي أقرأ بعض قصائد من دواوينه فكم أشعر أني بهذه الأوراق المقدسة أصافح هذا النابغة وأخاطبه في روعة شعره وعمق معانيه ففيها لوحات من الشعر الرفيع والبيان الناصع يغلفها قبس روحي من وهج فكره ورهافة احساسه تترك اثراً بعيد المدى في النفس
ـ أختم و أقول : من يشكّ في أنّ ذِكر كافور في التاريخ كحاكم مضى ولم يبق منه إلا هجاء المتنبي المقذع له؟ ذلك أن المتنبي العظيم سيد شعراء العربية منذ ألف عام وإلى ثلاثة آلافٍ من الأعوام المقبلة .. وشاعرنا العميد عبد المجيد سيبقى مجيد الذكر في شعره فهو علم مرفوع في سماء الشعر العربي.
محمد مخلص حمشو