زهــرة النيــل…. آفـــة خطـــيرة يجـــب مكـــافحتـــها

تناولت وسائل الإعلام مرات عدة موضوع زهرة النيل وخطورتها وكيف دخلت الأراضي السورية وبدأت بالانتشار وأشارت إلى ضرورة مكافحتها بوقت مبكر خوفاً من انتشارها بشكل واسع ويصعب فيما بعد مكافحتها. ولكن بكل أسف لم يتم التجاوب مع الطروحات والنداءات التي أشارت إلى الموضوع وخطورته.
ما هي زهرة النيل ؟ هي نبتة مائية لها أسماء متعددة منها ( زنبقة الماء ـ وردة النيل- عشبة الأيكورينا – المكحلة المائيه) جميعها أسماء لنبات واحد هو زهرة النيل … ولكن كيف تصنف؟ هي نبتة من النباتات المائية المعمرة الطافية التي تستوطن في التجمعات المائية الجارية منها والراكدة.
من أين جاءت هذه النبتة إلى سورية ؟
إن الموطن الأصلي لهذا النبات هو أمريكا الجنوبية والجزء الجنوبي من أمريكا الشمالية وانتشرت في العديد من دول العالم حتى وصلت الى البلاد العربية فدخلت السودان ثم مصر فالعراق وبعدها وصلت إلى سورية وفي سورية تتواجد الآن في ثلاث مناطق وهي (الغاب ـ طرطوس ـ إدلب).
انها آفة تهدد الثروة المائية والزراعية وحتى الاجتماعية منها ومهما قيل عن أخطارها لا يمكن إيصال الصورة بشكل صحيح إلا من خلال من عاش بالقرب منها وشاهد معاناة الناس المقيمين قريبا من الأنهار والمصارف والأقنية المغطاة بهذا النبات وذلك بسبب الرائحة الكريهة التي تصدر عن تعفن جذور النبات وتكاثر الحشرات فيه.
إن حجم النبتة يبدأ بقليل من السنتيمترات ويصل إلى / 100/ مئة سنتيمتر فوق سطح الماء وتشغل النبتة الواحدة مساحة تقدر ب /2500/ م2 في الموسم الواحد مما يشكل خطورة على الوضع البيئي في المياه . وتتكاثر بشكل سريع وكثيف . فهي تتكاثر عن طريق البذور التي تسقط في الماء في نهاية دورة حياتها وكذلك تتكاثر عن طريق البراعم التي تتشكل في قاعدة النبات تحت سطح الماء وفترة نموها المثاليه هي الفترة الممتدة بين أشهر نيسان وتشرين الثاني وذروة تكاثر النبات في الأشهر ذات الحرارة العالية مثل أشهر (حزيران وتموز وآب).
ما هي الأضرار والأخطار التي تسببها هذه الآفة ؟
إن أضرارها كثيرة وخطرها أكثر وسنشير هنا الى أهمها:
إن كثافة تكاثرها يسبب حاجزاً من البقايا النباتية يعيق جريان المياه ويصبح موطنا خصباً لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات الصحية.
يستهلك النبات كمية كبيرة من الأكسجين المنحل في الماء وبالتالي يؤثر على حياة الحيوانات المائية.
يحجب أشعة الشمس والضوء ويمنعها من الوصول إلى ما تحت الغطاء الثاني وهذا بدوره يؤثر على النباتات الأولية والأحياء الأخرى وعلى حاجتها من ضوء الشمس وبالتالي تتوقف دورة الحياة لهذه الكائنات
يزداد فقدان الماء عن طريق النتح وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ويصبح معدل الفاقد من ( 1-4 ) وهذا يفوق معدل كل النباتات المائية .
تنحل البقايا النباتية الجافة التي تبقى في الماء وتزداد المخلفات العضوية مما يؤدي إلى الخلل بالتوازن البيئي في الماء .
تتجمع بقايا النباتات في المياه الجارية إلى مواقع قريبة من محطات ضخ مياه الأنهار وتعطل عمل المضخات.
إعاقة الملاحة من خلال تكوين مسطحات كثيفة من النباتات المتشابكة والمتراصة .
يسبب ضغط كبير على الجسور المنصوبة على الأنهار مما يؤدي إلى إزاحتها
إن من يقوم بجولة ميدانية إلى سد محرده ويتابع إلى سد العشارنة ويشاهد المصارف والأقنية المنتشرة في سهل الغاب يلاحظ عن قرب خطورة انتشار هذا النبات وكثافته وخطورة تواجده وحتى لاتستطيع رؤية الماء من تحت امتداد أغصانه وأوراقه . وفي الأعوام الماضية شكل عائقا لجريان الماء في سد محردة وأشارت جريدة الفداء في حينها في مقال خاص عن هذا الموضوع ولكن بكل أسف لم يتم التجاوب مع المطلوب.
إن الأضرار التي تمت الإشارة إليها أعلاه لا تعنى فيها وزارة الزراعة فقط / علما أن وزارة الزراعة قامت بعمل جيد في عام / 2009/ ولكن لم يجر الاستمرار ) بل المعني فيها الوزارات الثلاث الزراعة والصناعة والموارد المائية لذلك نرى أن السؤال يجب وضعه برسم آمانة رئاسة مجلس الوزراء.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل يمكن مكافحة هذه الآفة ؟ الجواب برأينا نعم وذلك من خلال:
1-إزالة وإبادة النبات في كافة أماكن تواجده.
2- المراقبة الدقيقة والمحافظة على الأقنية والمصارف الخالية والتي تم تنظيفها.
أما بالنسبة للنقطة الأولى فيتم إزالة وإبادة الآفة من خلال المكافحة الميكانيكية ويليها المكافحة الكيميائية. ميكانيكيا بواسطة بواكر خاصة لتنظيف المصارف والأقبية من كافة أوراقها وأغصانها وبعد الانتهاء من عمل البواكر يستمر التنظيف بواسطة مراكب وعمال زراعيين يجمعون كل البقايا ويخرجونها من المصارف والأقنية وبعده يتم وضع شبكات على المصارف على مسافة كل / 3000/ م شبكة لحجز البقايا التي لم يتم مسكها لا بالبواكر ولا بالمراكب. هذه هي العملية الأولى وبعد الانتهاء منها كليا يبدأ العمل بالمكافحة الكيميائية برش المصارف والأقنية بمبيد عشبي جهازي مرتين والفترة الزمنية بين المرة الأولى والثانية شهر تقريبا وحينها نستطيع القول إن المصارف والأقنية والسدود خالية من هذه الآفة الخطيرة وحافظنا على نظافة المياه وكامل كميتها وعلى الكائنات الحية الموجودة ضمنها وحافظنا أيضا على بيئة نظيفة.
إن وضعنا السؤال برسم أمانة رئاسة مجلس الوزراء من أجل أن يكون صاحب الصلاحية في إعطاء التوجيه إلى الوزارات المعنية للتعاون والتنسيق وأن تحدد الفترة الزمنية التي يجب أن تنتهي فيها عملية المكافحة والخلاص من هذه الآفة الخطيرة. وكلمة أخيرة لابد منها إن إنجاز هذا العمل المقترح ضروري وهام وفيه مصلحة وطنية بامتياز ولا يجوز التقليل من أهميته.
م: مخول أبوحامضه

المزيد...
آخر الأخبار