قضايا أدبية : لا تـــشكُ للناس..! حــكاية بــيت شــعري

تقودنا بعض القراءات لمعرفة طريفة وذات فائدة، فمصادفة قرأت عن قصة بيت الشعر المعروف، و الذي نردده جميعا: لا تشك للناس جرحا أنت صاحبه.. لا يؤلم الجرح إلا من به ألم عن قائله؟
القصة
بدأت القصة مع أحد الصحفيين العرب عندما دار حوار الكتروني حول صاحب البيت، فكانت الآراء متضاربة، دون أي نتيجة مسندة أو مؤكدة، فتوجه كل من دار الحوار معهم للبحث عن أصله و فصله، بعدما كانت الآراء الأولية تقول أن صاحب بيت الشعر الإمام على بن أبي طالب عليه السلام، و بعضهم أعاده للمتنبي و تأكيدهم أنه جزء من القصيدة المعروفة «واحر قلباه ممّن قلبُه شبَمُ..».
مصادفة و حقيقة
تابع من بدأ بالبحث حواراته المستمرة، حتى التقى بزميل له يدعى أبا رحال صحفي عربي من اليمن، فقال له أبو رحال: هذا البيت للشاعر كريم العراقي، الذي أحبه وأعرفه، والبيت من قصيدة رحال، وأنا الذي اسميت ابني البكر باسمها، و غناها كاظم الساهر، لكن اتفقا بإطلاق رسالة سريعة للشاعر كريم العراقي، فجاء الرد: لي مع هذا البيت قصة طويلة، وقد أحببت أن أسردها في قصيدتي، لكن يبدو أن كثيراً من الناس مع الأسف لم ينتبهوا لما أوضحته، و يتابع العراقي: «هذا البيت الشعري يتيم، وأذكره منذ طفولتي حينما كتبه أستاذي في المدرسة على السبورة، وحفظته وأعجبت به، ومع مرور السنوات لم أجد له أصلا ولا نسباً، وذكرته في إحدى قصائدي قديماً، ثم أحببت أن أُكرمه بعدها بقصيدة على وزنه، قلت في مطلعها:
بيتٌ من الشعر أذهلني بروعتِهَ توسّدَ القلب مذ أن خطَّه القلمُ
أضحى شِعاري وحفّزني لأُكرِمَهُ عشرينَ بيتاً لها من مِثلِهِ حِكَمُ
لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبُهُ لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ
ثم اكملت قصيدة على هذا المذهب ، و كنت على فراش المرض .
كريم و رحال
والشاعر كريم العراقي هو : كريم عودة، ولد في بغداد وتحديدا في منطقة الشاكرية، حصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال، بعد سنوات حصل على وظيفة مشرف متخصص في كتابة الأوبريت المدرسي، وعمل صحفيا بأكثر من دورية مطبوعة، وترك بصمات في المسرح و الأغنية، حيث بدأ بأغنية الشميسة وأغنية يا خالة يالخياطة حيث نجحت هذه الأعمال نجاحا كبيراً ، كما قدم أيضاً أغنية تهانينا يا أيام وقدمها لصلاح عبد الغفور، وقدم دار الزمان ودارة أغنية جنة جنة للفنان رضا الخياط وأصبحت هذه الأغنية من أهم ما يتغنى بالعراق، و أيضاً قدم الكثير من الأشعار لكافة المطربين بالعراق وبالوطن العربي ، وفي عام 2005 قدم كريم العراقي أول كاسيت بصوته، حيث قدم أبرز القصائد المبدعة في حب العراق، مدخلا عليها عزف العود، و له باع جميل في تطويع المفردات و الكلمات ، لتشكل صوراً شعرية فلسفية رائعة الجمال نافذة المعنى .
شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار