ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺗﻔﻮﻕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺇﺫ إﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻞ ﺷﺎﺏ ﻫﻨﺎﻙ «40» ﻓﺘﺎﺓ في قرية صغيرة ، وكل واحدة منهن تحلم بلبس فستانها الأبيض وبفارس أحلامها، متى سأتزوح ؟ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺧﻠﺪ ﻛﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻋﺶ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ . ، ﻓﺒﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﻻﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ، ﻳﺘﺮﺩﺩ الشباب على ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻓﺘﺒﺪﺃ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ، ﺗﺸﺠﻴﻌﺎً، ﻟﻴﺴﺘﻐﻠﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺗﻘﻨﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻵﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻹﻧﺠﺎﺣﻪ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺟﺮﺍﺀ أزمة البطالة وعدم القدرة على تأمين دخل ثابت. ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ .
ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳة، ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻳﺸﻜّﻞ ﻫﺎﺟﺴﺎً ﻟﺪﻯ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺻﻌﺐ، ﻓﻴﻪ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻣﺘﺮﺩﺩﻳﻦ من هذه الخطوة .
ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ ﻻﻳﻨﺘﻈﺮ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﻭﺿﻮﺡ ﺃﻱ ﺯﻣﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺣﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ « ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ» ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ، ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ، ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ، ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟشباب ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﺃﺻﻼً ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ، ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻴﺘم.
ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍلاﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪ
باسل ﻣﺜﻼً ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 35 ﺳﻨﺔ، ﺗﺮﻙ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺗﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻻﺗﻨﺎﺳﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺍً ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ، ﻭﻻﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﻱ ﻓﺘﺎﺓ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻟﺬﺍ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺑﻂ ﻣﺼﻴﺮ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﺑﻤﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ.
ﺃﻣﺎ ﺛﺎﺋﺮ 35 ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺅﺟﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺯﻭﺍﺟﻲ ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﻤّﻞ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻇﺮﻭﻓﻲ، ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﺑﻲ ﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺒﻲ ، ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻢ ﺃﻓﻜﺮ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﻋﻔﺶ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﻤﻬﺮ ﻭﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ … ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﻄﻮﻝ
ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻡ ﻧﻘﻤﺔ ؟
ﺳﻨﺎﺀ 29 ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺯﻭﺝ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻮﺗﺮﺓ، ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻘﺪﺕ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻟﺸﺪﺓ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻷﻓﻌﻞ ﻟﻮﺃﻧﻲ ﺗﺸﺮﺩﺕ ﻣﻊ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﺰﻭﺑﻴﺔ.
ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻻﺗﻮﺍﻓﻖ ﺳﻤﺎﺡ ٢٥ ﻋﺎﻣﺎً ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻧﻤﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺰﻭﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ﺑﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻟﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻇﺮﻭﻑ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﻟﻠﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .
ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻗﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻡ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﺓ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻣﻦ ﺭﻳﻒ ﺇﺩﻟﺐ ، ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ، ﻓﻘﺪ ﺯﻭﺟﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 24 ﻋﺎﻣﺎً ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻷﻥّ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻓﺮﺽ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ «ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ » ﺑﻴﻦ الأقارب . ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻫﻖ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻤﻬﺮ ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ، ﻟﺘﻌﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﺑﺎﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺨﻮﺍﺗﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀً ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺳﻜﻦ ﺍﺑﻨﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺩﺧﻞ ﺛﺎﺑﺖ.
ﻭﺗﺮﻯ ﺭﻭﺍﻥ، ﺭﺑﺔ ﻣﻨﺰﻝ، ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﺎﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﺇﻳﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺕ ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻓﻬﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎً ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ٢٧٨٠٠ ألف ﻟﻴﺮﺓ اليوم ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ 2000 ﻟﻴﺮﺓ فكيف سيتمكن الشباب أن يوفروا الذهب .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 200 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ . ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴﺲ ﺫﺍ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﻤﺎﺯﻭﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻥ ﻭُﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻟﺘﺘﺴﺎﺀﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻗﺪﺍﻡ ﺃﻱ ﻋﺎﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﻬﺠﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ .
ﻭﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻣﻨﺘﻈﺮﺓ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻓﻘﺪ ﺃﺟﺒﺮﺕ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻗﺔ، ﻷﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺻﻌﻮﺑﺔ، ﺑﺤﺴﺐ ﻭﺳﺎﻡ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻼﺣﻘﻬﺎ « ﺷﺒﺢ ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ » ﻭ « ﺑَﺲ ﺑﺪﻫﺎ ﺗﺘﺰﻭﺝ » ، ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺑﺔ ﺷﺎﺏ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺷﺮﻭﻁ، ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﻭﺭ ﺷﻬﺮ، ﻷﻥ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﻘﻞ ﻳﻮﻣﺎً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ، « ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺃﻭ ﺳﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ . ﻭﻟﻼﻧﺘﻈﺎﺭ، ﺑﺮﺃﻱ ﻣﺠﺪ، ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺰﻭﻑ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺗﺄﺟﻴﻠﻪ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻧﺨﺮﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ .
ﻟﺘﻮﺿﺢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ « ﻗﺘﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺃﺟﻬﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻂ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻮﻫﺎ ﻣﻌﺎً ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﺎ، ﺗﻤﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺷﺒﺎﺏ ﺳﻮﺭية ﺩﻭﻥ ﻋﻮﺩﺓ، ﻣﺨﻠّﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺧﻄﻮﻃﺎً
ازدهار صقور
المزيد...