المراقب لمشافينا العامة والخاصة يلاحظ ظاهرة سلبية وإيجابية في ذات الوقت ،وهي مرافقة المريض المكونة من العائلة والأقارب وبعض الجيران والأصدقاء…
من الناحية الاجتماعية تدل على المحبة والتعاون ووو ،لكنها تسبب الازدحام والإزعاج في المشافي من ناحية أخرى ،حيث تجد مرافقة المرضى منتشرين في الغرف والممرات وأمام المشفى وخارجه ،وجلسات المتة والدخان وفرش موائد الطعام والأحاديث والأصوات المرتفعة، والجميع يدخلون إلى الإسعاف مع المريض ويتدخلون ويشرحون للعاملين كيف حدث الأمر، ويلحقون بالمريض إذا دخل الإنعاش أو العناية المشددة ، ويتدخلون في عمل الأطباء والممرضين، ورغم ألمهم وتعبهم تجدهم مستعدين للظرف،ولديهم جميع الوسائل المساعدة للمكوث عدة أيام في المشفى، ثم تبدأ المناوبة بمعدل ٢-٣ أشخاص في النوبة على الأقل،وتبدأ الزيارات والتعارف على مرافقة مرضى آخرين، والتجول في أقسام المشفى حتى أن البعض يصبح خبيراً ودليلاً للآخرين ويعرف مالا يعرفه بعض العاملين في المشفى، ويشارك في عمليات نقل المرضى والإسعاف الطوعي وتنتعش أكشاك المعجنات والسندويش والمشروبات الساخنة والباردة وتبادل شواحن الموبايلات واستعارة الكاسات والمصاصات والغاز السفري وتجد بالغرفة الواحدة أضعاف المرضى ، البعض يجلس عى الأسرة وبعضهم يفترش الأرض عندما لم تعد هناك أسرة فارغة….
وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض الحالات تحتاج إلى مرافقة لنقل المريض أو لإجراء بعض التحاليل التي لاتكون متوافرة في المشفى، أو ربما لتخوّف الأهل من الإهمال في بعض الحالات.
لذلك يجدر بإدارة المشافي ضبط هذه الظاهرة وقوننتها بتحديد عدد المرافقين حسب الحالة والحاجة، وتحديد أوقات الزيارة ومنع بعض الظواهر التي تسيء لسمعة مشافينا كافتراش الأرض في الممرات أو على الرصيف، وشرب المتة والدخان وجلسات السمر.
بالتأكيد هذه الظاهرة تدل على روح المحبة والغيرية لكنها تحتاج إلى تنظيم لأنها تشكل ضغطاً على المشافي وإزعاجاً للمرضى .
فيصل المحمد
المزيد...