« صورة الطير عند شعراء التسعينات في سورية» محمد بشير ياسر الأحمد أول رسالة ماجستير في جامعة حماة كلية الآداب قسم اللغة العربية
في كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة حماة قسم اللغة العربية يوم الخميس الواقع في ٤/12/2019
وفي المدرج الأول دافع الباحث محمد بشير ياسر الأحمد عن أطروحته لنيل رسالة الماجستير، وكانت بعنوان (صورة الطير عند شعراء التسعينيات في سورية )،وقد عرض الباحث ملخص بحثه للجنة التحكيم التي تألفت من : أ. د راتب سكر ، اختصاص أدب مقارن ، عضواً ورئيساً (جامعة حماة)، وأ.د.سعد الدين كليب ،اختصاص أدب حديث، عضواً (جامعة حلب ) وأ.م .د . أمس بديوي عضواً ومشرفاً ، نال الطالب العلامة المستحقة وهي 83% بمعدل جيد جداً .
وقد حدثنا الباحث عن فحوى رسالته: (يكتسب البحث مشروعيته من انطلاقته الزمنيَّة, التي عُنيت بفترة محددة من الشعر العربي الحديث, وهي فترة التسعينيَّات في سورية, وما قدّمته من تجارب شعرية في ظل المعطيات الاجتماعية والثقافية المنفتحة على الثورة المعرفية والتكنولوجيا, إضافة إلى الأحداث والمتغيّرات التاريخية المتسارعة, التي كان لها تأثير كبير في حركة الشعر العربي الحديث في سورية وبلدان الوطن العربي.
تناول الباحث مفهوم الصورة وتَتَبَّع ظاهرة الأجيال الشعرية, وعرض آراء النقاد الذين تراوحت طروحاتهم وتعددت بين قابل «للتجييل» وفقاً لمعايير واعتبارات نوَّه إليها البحث, وبين مشكِّكٍ بهذه المعايير, ورافضٍ لمجملها ولقضية «التجييل» بالمطلق. فعرض الباحث أبرز تلك الآراء – وفق منظور تقوِّمه رؤية تحاول ألَّا ترفض رأيًا نقديًّا وألَّا تتبنى آخر بقدر ما تفيد منه وتبني عليه – التي تباينت في تحديدها لمصطلح «الجيل», بتوجيه من فهمهم الخاص للزمن وفقاً لسياقات معرفية وثقافية, مكَّنت الباحث من الكشف عن حساسية مفهوم «الجيل», الذي شكَّل علامةً فارقةً على الخارطة التي ربطت النتاج الأدبي بالزمن, وجعلت من عملية «التجييل» إشكالاً. كما قدَّم رؤيته المتعلقة «بالتجييل» وكيفية تشكُّل الأجيال وأبرز المحددات التي يمكن أن تحدد ملامح «الجيل» والعوامل التي قد تؤثِّر فيه وفي حركته وتوجهه.
وميَّز الباحث ثلاثة أنماط رئيسة لصورة الطير عند الجيل التسعيني في سورية, هي: النَّمط البارد, والنَّمط الحيوي, والصورة الثيمية, وعرضَ أبرز معالم التشكيل الفني لتلك الصور برؤية ثقافية مستندة إلى الوقوف على معطيات الدرس السيميائي. وخلص البحث إلى مجموعة من النتائج التي تتعلق بطبيعة الصورة, وتحدد معالم الجيل, وتكشف حساسية التجييل وأهميته, وتسم تجربة شعراء التسعينيات في سورية, وتبين مستويات حضور الطير عندهم.
وفي النهاية شكر الطالب لجنة المناقشة التي منحته درجة /83/ بتقدير جيد جداً, وعمادة الكلية ورئاسة الجامعة ممثلة برئيسها أ.د. زياد سلطان.
يشار إلى أن هذه الرسالة هي أول رسالة ماجستير تناقش في كلية الآداب بجامعة حماة, وقد صرح الطالب أن ذلك يعد نقطة انطلاق ويمثل حافزاً كبيراً له لمتابعة دراسته ونيل درجة الدكتوراه.
وكان لنا لقاء مع الدكتور المشرف الدكتور أنس بديوي الذي اعتبر أن الطالب محمد تميز في مسيرته العلمية بالجد والمثابرة والمتابعة وقد تناول الطالب هذا الجيل من الشعراء (شعراء التسعينيات) بلغة نقدية واضحة ،تمكن من خلالها من عرض موضوعاته بأسلوب علمي رصين.
أما الأستاذ الدكتور راتب سكر عند سؤالنا له عن رأيه في الرسالة ؟ قال هي رسالة منجزة بروح علمية جادة ولكن لابد من ملاحظات ضمن توقنا إلى الأجمل دائما ،وأضاف في رسالة الماجتسير لايطلب من الطالب أن يتقدم بأطروحة جديدة بل جادة ، يقدم فيها البحث العلمي، وإن شاء الله في أطروحة الدكتوراه يطلب من الطالب تقديم أطروحة جديدة.
أما الأستاذ الدكتور سعد الدين كليب فقد عبر لنا عن سعادته قائلا: دعيني أبارك لقسم اللغة العربية كلية الآداب في جامعة حماة ، ولجامعة حماة ،هذا الإنجاز إذ إن هذه الرسالة هي أول رسالة تمنح في كلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة حماة ،وهذا بحد ذاته يعتبر حدث كبير ،أن يتحول القسم من منح الإجازات الجامعية ،إلى منح الإجازات الأكاديمية العليا وهذا تطور مهم جدا .،ونتمنى لكلية الآداب عامة وقسم اللغة العربية خاصة منح عدد كبير من الماجتسير والدكتوراه مما يلبي حاجة البلد من جهة ومن جهة أخرى ما يلبي الثقافة والأكاديمية .
وبالنسبة لهذه الرسالة ،كانت رسالة مهمة في موضوعها ومهمة في تناولها لعدد كبير من الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية ، ومما لاشك فيه أن الرسالة جهد إنساني ،جهد بشري لطالب في بداية حياته العلمية، وهناك عدد من الملاحظات لابد منها في كل عمل إنساني ،لكن هذه الملاحظات التي وجهت في هذه الرسالة لا تنفي إطلاقا أهمية الرسالة ، ونتمنى للطالب التقدم الدائم والنجاح في مجمل خطواته ،فنحن في المناقشات العلمية نتوقف عند السلبيات باعتبار أن الإيجابيات قد تمت ،أما السلبيات فينبغي إعادة النظر فيها ،إما في الرسالة نفسها أو في رسائل أكاديمية أخرى ليستفيد منها طلبة الماجستير وطلبة الدراسات العليا ،
وأنا اليوم أمثل جامعة حلب فمن الطبيعي أن يكون هناك تعاون وتفاعل بين الجامعات فهذا يعطي مصداقية للأطروحة ، أي إن الطالب لم ينل الشهادة من جامعته فقط بل من سورية كلها .