البالة تتكبر على المواطن أســعـارهـــا ارتفـعــــت ..وجـــودتهــــا انخفضـت ! 8000 ليرة سعر الجاكيت 75 بالمئة ارتفعت عن العام الماضي

 

على أنغام الدولار تتراقص الأسعار ، وبالأخص عندما يكون الإيقاع مرتفعاً والدولار ملتهباً ، فترتفع معه أسعار البضائع ، بدءاً من ربطة الفجل  وحتى السيارة ، فيما الراتب يبقى الثابت الوحيد، و في معادلة الربح والخسارة المواطن وحده يخسر فكل احتياجاته المعيشية  باتت بعيدة المنال. 
ومع بداية كل موسم تبدأ متطلبات الأسرة بالتزايد فالعائلة تحتاج لكسوة الربيع والخريف و الصيف والشتاء، والمشكلة أن سعر  ﺍﻟﺠﺎﻛﻴﺖ ﻭﺻﻞ  في الأسواق ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺭﺍﺗﺐ ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ.

الجودة مفقودة
حلم المواطن  أن يحصل على منتج جيد ورخيص ، فيما يوجد في السوق منتج غال ورديء،  ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺒﺌﺎً ﻣﺎﺩﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ﻟﻠﺠﻮﺩﺓ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﻠﻔﺎً، ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻃﺒﻌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍلأﻣﺎﻥ، ﻓﻜﻴﻒ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﺨﺮﻳﺐ، ﻭﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺪﺕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺘﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ .
البالة ملجأ وحيد
   في هذا الوضع كانت أسواق البالة ملجأ المواطن وملاذه حيث يجد فيه ﻗﻄﻌﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﺑﺴﻌﺮ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻱ ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻲ ﻟﻸﺳﻌﺎﺭ، ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍلألبسة ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،  وخصوصاً من ذﻭﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ المحدود ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪّﻩ ﻛﺜﺮة ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ، فلجأ إلى سوق البالة ﻟﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ألبسة ﺭﺧﻴﺼﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً، ﻭﺗﻨﺎﺳﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺫﻭﺍﻕ، ﻭﺗﺮﺍﻋﻲ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪﺕ ﺃﺳﻌﺎﺭﻫﺎ ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ ﺍﻟﺪﺧﻞ، لكن حتى هذه الأسواق تعدت قدرة المواطن لتصبح أسعارها مرتفعة أيضاً.  
ومن المهم أن نعرف أن هذه الأسواق ليست مقصد الطبقة الفقيرة فقط بل لجأت الطبقة المتوسطة وحتى الغنية إليها   لتصبح ﻣﻘﺼﺪﺍً ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ فهل بقيت كذلك؟ .
خذلتنا
   حتى البالة خذلتنا، بهذه الكلمات قالت نبيلة غانم وأضافت : كانت ملجأنا لشراء الألبسة حيث كنا نجد فيها مايناسب دخلنا وذوقنا ، لكنها اليوم تكبرت علينا فلم تعد أسعارها تناسبنا والحجة ارتفاع سعر الدولار.
كانت تستر المواطن
   ﻟﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﺒﺎﻟﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻜﻴّﻒ ﺃﻭﺟﺪﻫﺎ بعضهم ﺳﺒﻴﻼً ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
تقول  أمل : منذ بداية الأزمة لم أستطع شراء قطعة جديدة من السوق ، دائماً كانت البالة ملجأنا ، في العام الماضي ذهبت مع ابنتي لشراء جاكيت شتوي فكان سعره ١٢٠٠٠ ل.س ، وعندما توجهنا إلى البالة استطاعت ابنتي أن تشتري ٣ جاكيتات بالة من أجود الأنواع وبلب فرو منها كتان وآخر مطري، لكن اليوم ارتفعت أسعارها بشكل كبير وتقاربت مع أسعار السوق والألبسة الجديدة فالجاكيت الشتوي ارتفع لحدود ٨٠٠٠ وكذلك ارتفعت أسعار الكنزات والبنطلونات و كذلك الأحذية.
تبدلت الحال
   أبو محمد الذي كان مع زوجته وأطفاله الثلاثة قال : لم أكن أجرؤ مجرد التفكير بالتوجه إلى الأسواق لأن راتبي وراتب زوجتي لن يكفيا لشراء ربع حاجتنا فيما كان بإمكاننا  أن نجد في البالة مايسترنا بربع المبلغ المخصص وبجودة أكبر ، لكن تبدلت الحال وارتفعت أسعار البالة وتقاربت مع أسعار الأسواق الجديدة وبذلك تكون قد تباعدت عن القدرة الشرائية للمواطن.
إقبال خفيف
لقد أدى ارتفاع سعر صرف الدولار مؤخراً  إلى انخفاض واضح في الإقبال على الألبسة المستعملة «البالة» بسبب غلاء الأسعار، ما أدى إلى ضعف كبير  في حركة البيع والشراء.
   عدد من باعة البالة أكدوا انخفاض الإقبال على الشراء  ووصل لحدود ٧٥ % قياساً بالعام الماضي حيث كان الزبائن يملؤون المحل ويشترون بكميات كبيرة وكانت الأسعار تناسبهم ، لكن هذا العام انخفض العدد كثيراً .
واتهم الباعة  الموردين الذين رفعوا أسعارهم بحجة ارتفاع سعر الصرف، حيث  ارتفع سعر البالة الممتازة كثيراً على حد قولهم، ما اضطرهم للاستغناء عن هذا النوع الذي يرغب به الزبائن كثيراً ،  واستبدلوه بالنوع الأول لأنه أقل سعراً  لكن هذا أدى لتذمر  الزبائن نتيجة تدني جودة القطع وارتفاع أسعارها.
بائع آخر قال : إن المشكلة تكمن بسعر صرف الدولار الذي أثر في البضاعة نتيجة ارتباطها بسعر الصرف، حيث يختلف السعر بين ساعة وأخرى الأمر الذي أثر بشكل كبير في إمكانية تسعير القطع، بالإضافة إلى انخفاض القدرة الشرائية لدى الناس، الذين بات شراء الألبسة خارج أولوياتهم، نتيجة ارتفاع أسعار متطلبات حياتهم الأساسية.
أبوابها مغلقة
مع كل تكيف للعيش يجده المواطن ، يقفل الباب في وجهه ويغلق باب الرحمة ، فحين استغنى عن السمك بعد ارتفاع أسعارها بعلبة السردين أو الطون ارتفعت أسعارها ، وحين استغنى عن اللحمة الحمراء بأخرى بيضاء طارت وابتعدت ، حتى الفاكهة المرتفعة السعر كالموز استبدلها بالأرخص كالتفاح فارتفع سعرها، وحين لجأ للبالة كبديل عن نار الألبسة والأحذية الجديدة أقفلت تلك الأسواق أبوابها في وجه حاجاته، هي ليست شكوى لأن الشكوى لغير الله مذلة ، لكنها مجرد حديث بصوت عالٍ .
ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار