إلهي القريبَ ..
إلهي البعيدْ
ألستَ ترانا .؟؟!!
هُنا في المَدائنِ
في كلِّ بيتٍ ..هُنا في قُرانا
ألستَ ترانااااااا ؟؟!!!
بُعيدَ الغروبِ نَعودُ جريحاً
وعندَ المساءِ نُجمِّعُ قَمْحَاً
وأسماءَ حُسنى لبيتِ الشهيدْ
ونخرجُ عندَ الصباحِ
بموكبِ نورْ
ندورُ بفلكٍ ..
بفلكٍ ندورْ
فكلُّ العواصفِ
هبّتْ بداري ..
فهذه نارُكَ يا بنَ أبيكَ
وهذه ناري
تشبُّ بداركَ حينا
وحيناً بداري
بداري ..بداري
ونَحنُ الذينَ زَرَعنا المدى
في انبلاجِ الصَّباحِ بأشجارِ تينْ
..بزيتون ذاكَ الكتابِ المبينْ
بأنهارِ خمرٍ وحورْ
بنورٍ أفورْ
فَأرفعُ رأسيْ بِحالةِ سُكْرٍ
أنادي إلهي ..
فأبصرُ فوقَ الغَمامِ نبيّاً
يحمِّلُ في عرباتِ الإله
طحيناً وزيتْ
تَجيءُ ..تَحطُّ هُنا في بلادي
وتتركُ عندَ المداخلِ
..قربَ النوافذِ
في كلِّ شارع أكياسَ خُبزٍ ..
وطَاقةَ وَردٍ
ودُميةَ طِفلٍ بِأحضانِ مَيتْ .
& &
إلهي الغفورَ ..إلهي الغفورْ
ففي أمسياتِ الحروبِ
(ننامُ على ظلّنا )
مثلَ كلِّ النسورْ
وكنّا هُنا في دمشقَ ..
وكانَ الغريبُ
( ينامُ على ظلِّه واقفاً
مثل مئذنةٍ في سرير الأبدْ
لا يحنُّ إلى بلدٍ أو احدْ )
وكانَ الغريبُ يَجُوبُ الشّوارعَ
نَمشي ..ويَمشي..
إلى أن يُطلَّ الصَّباحُ
يُجمِّعُ أزهارَ شوقٍ
ويَذرو شَذاها بأفقِ القَصيدةْ
فلا من غَريبٍ هُنا يا دمشقُ
(يَنامُ على ظلّه واقفاً )
لا ..ولا من غَريبةْ
& &
شعر : عباس حيروقة