إنتاج الآلي لايكفي المدينة وريفها .. والخاصة تتاجر به الخبـــز فــي ســلميــة مــن الانفـــراج إلـــى الأزمــــة!
الأهالي : كفاف يومنا لايكفينا
التموين 16 ضبطاً العام الماضي
المخبز الآلي : نحتاج 28 طناً
استشعر أهالي مدينة سلمية بوجود صعوبة في تأمين مادة الخبز منذ نحو الشهر،حيث كميات الخبز لم تعد متوافرة بسهولة في الأسواق لدى المعتمدين، ومراكز البيع، سواء الخبز المنتج في المخبز الآلي أو المخابز الخاصة ،حيث إن الكمية المخصصة لكل حي أو معتمد لم تعد تكفي احتياجات الأهالي، كما أن نفادها يتم بسرعة البرق، الأمر الذي شكل قلقاً وهمّاً جديدين يُضافان لباقي التحديات، فقد أصبح تأمين رغيف الخبز للعائلة الكبيرة مهمة صعبة ولاسيما بعد وضع قيود على الكمية المسموح ببيعها للمواطن والمحددة بربطتين فقط في اليوم، أو ربطة واحدة مزدوجة بحجة خفض مخصصات الدقيق لدى الأفران العامة والخاصة ، وبالتالي فإن الأسر وخاصة الكبيرة لن تأخذ كفايتها من الخبز ،وعندها ستلجأ إلى المخابز الخاصة ، وهنا الطامة الكبرى حيث الازدحام الكبير والتلاعب بالوزن، عدا عن أن سعر الربطة يعادل ضعفي سعرها لدى الفرن الآلي، فالكل أصبح يتلاعب بهذه المادة الحيوية بدءاً من صاحب المخبز وليس انتهاء بالموزع أو التاجر ليصبح سعر الربطة الواحدة المكونة من ١٤ رغيفاً ٢٥٠ وأحياناً ٣٠٠ ليرة ولا يقف الأمر عند التلاعب بالسعر وحسب، بل إلى قيام أصحاب تلك المخابز بالتحكم بالكميات المبيعة عدا عن سرقة الدقيق ونفاد الخبز بسرعة خيالية، وبوقت مبكر،عدا عن أن بعض تلك الأفران تعمل مساء لتبيع إنتاجها إلى تجار الخبز الذين يحددون لمن يبيعون ولمن لا يبيعون، وبذلك يتحول الخبز إلى سلعة غذائية كغيرها من السلع غايتها الربح أولاً وأخيراً .
لماذا ؟
لذلك يتساءل كثيرون: إذا كانت الأفران الخاصة قد أنهت كمية الدقيق كاملة في الصباح فلمَ نرى الخبز الخاص موجوداً لدى الباعة بعد الساعة الثامنة مساء .؟ ولماذا لايتم إنتاج كامل الكمية في الصباح كي يتمكن المواطنون من الحصول عليها بدلاً من البحث عن الخبز ليلاً…!!
وأثناء جولة الفداء على الأكشاك وبعض مراكز البيع أكد من التقيناهم أن تأمين الخبز لم يعد سهلاً وأنهم يجدون صعوبة في توفير الحد الأدنى منه ولايسد سوى جزء بسيط من حاجتهم اليومية .
نبقى من دون خبز
قال أحدهم: أحياناً كثيرة تتقطع بنا السبل ونبقى من دون خبز وحتى في حال حصولنا على ربطتي الخبز فإن ذاك لايعد شيئاً بالنسبة لعائلة مؤلفة من ٧ أشخاص ولثلاث وجبات في اليوم ولاسيما في الشتاء المعروف بيومه الطويل.
تحويل مخصصاتها للآلي
مواطنون آخرون يطالبون بإلغاء المخابز الخاصة وتحويل مخصصاتها من الدقيق إلى المخبز الآلي من أجل توفير مادة الخبز للمواطنين، وإلغاء دور المعتمدين كلياً في بيع خبز الدولة، حيث إن ربطة الخبز لديهم تصل إلى ٨٥ ليرة مقترحين زيادة عدد الأكشاك في المدينة وزيادة الكمية المنتجة في المخبز الآلي وتوزيعها كاملة إلى الأكشاك ومراكز البيع على مدار اليوم .
السياحي ليس حلاً!
بعض المواطنين في الحي الجنوبي قالوا: أغلبنا موظفون نخرج من بيوتنا عند الساعة الثامنة ولايكون الخبز قد وصل إلى الأكشاك بعد، ثم نعود عند الثانية ويكون الخبز قد نفد، وعندها نبدأ بالبحث في الأسواق عن ربطة واحدة (تمشي الحال) وإن وجدت تكون قديمة والخبز قد فَقَدَ جودته وأصبح سهل التكسر، ما يجعلنا نستهلك جزءاً منه وتجفيف القسم الأكبر، حتى وضعه في الثلاجة ليس مجدياً وبذلك لايصلح للسندويش قبل ذهاب الأولاد إلى مدارسهم فنلجأ إلى الخبز السياحي ، وهذا ليس حلاً مجدياً بل كارثياً بالنسبة لأي موظف.
أرباح كبيرة
بينما وجد آخرون أنه لابد من مخالفة أصحاب المخابز الخاصة الذين يعملون ليلاً أو على الأقل مراقبة عملهم بشكل يومي من الألف إلى الياء، ويرون أن وجود تلك الأفران لايحل سوى نسبة ضئيلة من الأزمة ولاسيما أن سعر الربطة يتجاوز ٢٥٠ ليرة متجاوزين تكاليف الإنتاج لتحقيق أرباح كبيرة .
الكميات قليلة
أحد البائعين يقول يردنا عند الساعة الثامنة مساء نحو ٢٠ ربطة خبز فقط، نبيعها للمواطنين الذين سجلوا أسماءهم مسبقاً لدينا، وعلماً أنه حل إسعافي إلا أن الكمية قليلة، لذا طالبنا أصحاب المخبز برفع الكمية كي لا نشعر بالإحراج من بعض الأشخاص الذين يقصدوننا لحاجتهم للخبز، إما على العشاء أو لإفطار أبنائهم قبل المدرسة.
الرقابة عليها مستمرة
وقد علمت الفداء أن هذه الأفران العاملة مساء هي فرن الكافات وفرن ضهر المغر ، بينما أكد محمد عيزوقي رئيس شعبة تموين سلمية أن هذين المخبزين يعملان بناء على موافقة المحافظة وبإشراف عناصر تموين سلمية، وأكد أن الرقابة على جميع الأفران الخاصة موجودة ومستمرة حيث وصل عدد الضبوط التموينية الخاصة بالمخابز إلى ١٦ ضبطاً خلال العام الماضي، يضاف إليها ضبط نظم مؤخراً بحق أحدها نتيجة التلاعب بالوزن .
زيادة عدد السكان
وللاستفسار عن مشكلة عدم كفاية خبز الفرن الآلي لسد احتياجات المواطنين في سلمية والأسباب الكامنة وراء ذلك وغيرها من تحديات وصعوبات، أكد إياد يازجي مدير مخبز سلمية الآلي أن عدم اكتفاء المواطنين من مادة الخبز مؤخراً يعود إلى فتح الطرقات في الريف الغربي وزيادة عدد سكان سلمية جراء ذلك، نافياً أن يكون السبب متعلقاً بمخصصات الدقيق حيث قال: لم يتم خفض كمية الدقيق المخصصة للمخبز الآلي وهي على حالها /٢٥/ طناً في اليوم وننتج ٥٦٠٠ ربطة للأكشاك و٨٠٠ ربطة لصالات السورية للتجارة و٢٠٠ ربطة لمجمع تشرين الاستهلاكي، إضافة للمعتمدين ومع ذلك لاتعد الكمية كافية بعد هذه الزيادة السكانية حيث يفترض أن تزيد إلى ٢٨ طناً على أقل تقدير.
تخفيض مخصصات المعتمدين
ويضيف :لدينا التزامات ينبغي القيام بها حيث لانغطي حاجة المدينة وحسب وإنما الريف كاملاً، إضافة إلى القطعات العسكرية وقد تم خلال هذا العام إنقاص الكمية المخصصة للمعتمدين من ٩٢٠٠ ربطة إلى ٦٨٠0 ربطة في اليوم، من أجل أن نكفي حاجة المدينة بالدرجة الأولى ونزوّد الأكشاك بالخبز بالكميات الكافية.
سيارة ثانية
وأشار يازجي إلى أن مخبز سلمية الآلي بحاجة إلى سيارة ثانية لنقل الخبز إلى المدينة لأن السيارة الوحيدة لاتكفي، علماً أن المخبز الآلي قد شهد تطوراً كبيراً سواء في خطوط الإنتاج أو نوعية الخبز الجيدة بدليل الإقبال الكبير من قبل المواطنين عليه، إضافة إلى السعر القليل، حيث إن سعر الربطة الواحدة يعادل نصف سعر الربطة لدى المخبز الخاص، لهذا نأمل الاستجابة لمطلبنا في زيادة مخصصات المخبز الآلي من الدقيق وزيادة عدد الأكشاك في المدينة .
سلاف زهرة