مشكلة المدافئ القديمة بمدارس مصياف !.مديرون : عمرها أكثر من 15 سنة..المجمع الإداري : 50 مدفأة لـ 300 مدرسة فكيف نوزعها؟
ساعدت الظروف الجوية في الفصل الدراسي الأول وبقاء درجات الحرارة ضمن حدودها الطبيعية على تنفيذ المدارس سياسة التقنين التي طالبتهم بها وزارة التربية ، إلا أن هذه التوصيات والسياسات لم تنفعها أبداً مع بداية الفصل الدراسي الثاني وخاصة في منطقة باردة كمصياف، حيث اشتد البرد وانخفضت درجات الحرارة إلى حد كبير وأصبحت الحاجة ماسة لإشعال المدافئ في المدارس.
فهل حصلت مدارس مصياف على مخصصاتها من المادة وهل شهدت هذه المادة تحسناً عن السنوات الماضية وهذا مطلب أساسي لمديري المدارس في كل عام بسبب قساوة المناخ واختلافه عن باقي مناطق المحافظة، أم أنه يماثل أعواماً أخرى امتنع فيها الأهل عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة بسبب البرد وتأخر توزيع المازوت على المدارس، وهل تم تطبيق قرار تجميع الإداريين في غرفة واحدة للحد من الاستهلاك أم أننا ما زلنا نرى المدفأة تتوهج في غرف الإداريين والغرف الصفية أشبه ما تكون ببرادات ينخر فيها البرد عظام أولادنا ؟.
توزيع مبكر
مالمسناه من خلال الحديث مع عدد من إدارات المدارس أن الوضع هذا العام لم يختلف كثيراً فالمخصصات ذاتها تقريباً، وإن ماحصل هذا العام فقط هو توزيع مبكر للمادة مع تخصيص المدارس بكميات ارتفعت عن العام الماضي سميت بأنها دعم ولكن الملفت في حديثهم هو تركيزهم قبل الحديث عن المازوت كان عن المدافئ الموجودة في المدارس حالياً والتي يعد 90 بالمئة منها غير صالح، وأنها استهلكت عمرها الزمني المحدد بـ 15 سنة حسب قرار وزارة التربية .
كميات لا تناسب الحاجة الفعلية أبداً
يقول بشار داؤود مدير ثانوية ممدوح جروا للإناث : أحدث مدفأة في المدرسة عمرها 15 عاماً فقد أحدثت الثانوية في عام 2006 ومنذ ذلك التاريخ لم تزود غير بمدفأتين جديدتين فقط والباقي تجاوز عمرها 15 سنة ومن المعروف أن إمكانات المدارس لا تسمح بصيانتها، علماً أننا أجرينا لها صيانة مرات عديدة أما المازوت فقد تم توزيعه مبكراً قياساً للسنوات الماضية ولكن الكميات مازالت قليلة جداً ولا تناسب الحاجة ولولا التقنين الشديد الذي نتبعه فإن مخصصات الفصل الكامل لا تكفي سوى لشهر واحد ، وهذا واقع، ففي المدرسة 22 غرفة وهذا الرقم بعد تجميع الإداريين والمدرسين بأقصى ما يمكن أي إن الغرف بحاجة إلى 44 ليتراً في اليوم الواحد هذا فقط إن زودنا المدفأة بـ 2 ليتر يومياً أي بالشهر نحتاج إلى 800 ليتر علماً أن مخصصاتنا في الفصل الأول هي 800 ليتر أي نحتاج الكمية كلها في شهر واحد وأضاف : هذا العام تم رفع مخصصات الدعم أكثر من العام الماضي فمنذ أيام زودت المدرسة بـ 400 ليتر في حين كانت العام الماضي 200 ليتر فقط .
الوضع غير مقبول
وفي مدرسة قاسم الشيخ علي الابتدائية بدت المشكلة الأساسية هي الحاجة الماسة للمدافئ التي أصبحت قديمة ومستهلكة وقسم كبير منها ونتيجة قدمه يؤدي إلى تسرب المازوت أي هدره وهذا ما يلزمهم بإطفاء المدفأة.
وقد أكد مدير المدرسة أنه من الطبيعي أن تكون المدافئ مستهلكة حيث يوجد في المدرسة دوامان علماً أن مطالباتنا الكثيرة والمتعددة باستبدالها لم تجد نفعاً.
ولفت إلى أنه من الضروري تخفيض عدد سنوات استهلاك المدافئ لأن الوضع غير مقبول أما المازوت فقد تعودنا على التقنين والترشيد في الاستهلاك لأن الكميات لا تناسب أبداً منطقة باردة كمصياف.
وأيضاً في ثانوية زكي الأرسوزي للذكور أكدت مديرة المدرسة دلال العباس أنها قدمت طلبات لاستلام مدافئ جديدة كونه لم تزود المدرسة منذ 2004 بأية مدفأة وبالنسبة للمازوت فإنه تم التكيف مع الكميات الموزعة لناحية تجميع المدرسين قدر الإمكان .
هل سنحصل على مخصصات الفصل الثاني؟
أما ما خشي منه العديد من مديري المدارس هو عدم الحصول على مخصصاتهم في الفصل الثاني والاكتفاء بالكميات التي وزعت على أنها دعم للمدارس علماً أن الفصل الثاني أطول من الفصل الأول والشتاء في السنوات الأخيرة وكما هو واضح بأنه يتأخر أي إن الحاجة للمازوت في الفصل الثاني أكبر .
مؤكدين أنه تم استهلاك نصف مخصصات الفصل الأول في فترة الامتحانات كونه لايمكن أبداً التقصير أثناء الامتحانات أو تعريض الطلاب للبرد .
تأكيدات على توزيع مخصصات الفصل الثاني
المشرف الإداري في منطقة مصياف رفعت حمود قال: حصلت جميع المدارس على مخصصاتها في الفصل الأول بكمية 46 ليتراً لكل شعبة، خلال الفصل ونتيجة مطالباتنا كمنطقة باردة خصصنا بكمية إضافية (دعم ) هي 23 ليتراً لكل شعبة، يتم حالياً توزيعها على المدارس مع تأكيدات أنه يوجد 46 ليتراً لكل مدفأة كمخصصات للفصل الثاني .
أما فيما يخص المدافئ فهذا العام لم نستلم أية مدفأة وفي العام الماضي مثلاً وصل إلى منطقة مصياف 50 مدفأة فقط فكيف سنوزعها لـ 300 مدرسة تعاني جميعها من قدم المدافئ أما مدة عملها فهي 15 عاماً وفق القرار وبعض الإدارات وقعت في مطب هو عدم كتابة ضبط استهلاك .
كلمتنا أخيراً:
بالتأكيد مساعٍ كبيرة تقوم بها وزارة التربية في نواحٍ متعددة لتطوير التعليم إلا أنه من الأجدى أن يتم تأهيل المدارس أولاً حتى يكون بالإمكان تطبيق هذه المساعي بشكل حقيقي، فمدارس كثيرة بحاجة ماسة للمدافئ وطلابها مع كادرها يعانون أشد المعاناة من البرد.
نسرين سليمان