كثيراً ما نسمع أمهات تقول إن ابنها تغير فجأة، فمنهم من بات يتغيب عن المدرسة دون علم الأهل فهو يخرج من البيت بلباسه المدرسي لكنه يذهب مع رفاقه إلى التسكع في الشوارع أو في صالات اللعب الالكترونية أو نجدها تقول: إنه فجأة بدأ يدخن وتجد في قميصه المدرسي لفافة تبغ مخبأة ، أو أن أخلاقه تسوء ليصبح عصبياً كثير التذمر وأعراضاً أخرى كثيرة قد نجد لها سبباً واحداً هو تأثير رفاق السوء في زمن تعج الملفات الأمنية بقصص مشابهة حول تأثير هذه الصحبة السيئة، ولأن درهم وقاية خير من قنطار علاج نتحدث عن رفاق السوء في مرحلة المراهقة قبل أن يتورط الأبناء أكثر ويتيهوا في الحياة دون هادٍ أو مرشد.
في المراهقة
تشتكي منى من أن ابنها كان شاباً يتمتع بأفضل الأخلاق وكان كذلك طالباً مجتهداً ومتفوقاً في دراسته إلى أن سكن في الحي شاب مراهق مستهتر لامبالي يقربه بالعمر. وتقول في البداية كان يبدي إعجابه بابني هو ووالدته، وأراد أن يمتثل بأخلاقه إلا أنه وللأسف بعد فترة لاحظت بحصول العكس حيث أصبح ولدي مستهتراً لا يهتم بدروسه، وكثير الخروج من البيت، حتى أنه بات يتغيب عن مدرسته.
سطوة الشلة
أما ربا فتقول لقد خالط ابنها المراهق رفاق السوء من زملاء المدرسة، فأدى ذلك إلى ضياع سنة دراسية عليه، وإلى تغير مسلكه تماماً فما كان من الأهل إلا أن نقلوا ابنهم من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى، وتقول لقد كان لهذه «الشلة» تأثير كبير على ابني وسطوة عليه تفوق سطوة الأب أو الأسرة.
وتضيف تأكدت من مقولة الشاعر: «عن المرء لا تسل وسل عن قرينه…فكل قرين بالمقارن يقتدي».
اختيار الصديق
نماذج كثيرة تتحدث عن رفاق السوء ودورهم المدمر في انحراف المراهقين والشباب فيما بعد وتحويلهم إلى مجموعة من أصحاب السلوكيات المشينة، وإلى مشاغبين ومشاكسين في المدارس أو حتى على الطرقات. وحول هذا الموضوع تؤكد المرشدة النفسية سماح مخيبر على أهمية دور أولياء الأمور في حث أبنائهم على أهمية اختيار الصديق الصالح، والتعرف على أصدقاء الأبناء.
حيث تتوسع الدائرة الاجتماعية للأبناء من خلال الأصدقاء في المدرسة أو الحي ويكبر تأثيرهم خاصة في مرحلة المراهقة. ويظهر هذا التأثير من خلال غير التدريجي في سلوك الأبناء ما يلبث أن يصبح تغييراً كلياً في أطباعهم وسلوكهم وطريقة تعاملهم بشكل سيئ. وتضيف ينحرف الأبناء كذلك عن الطريق ولايعرفون تدبير شؤون حياتهم.
رقابة الأهل
وتبين بأن الأبناء يلجؤون إلى رفيق السوء نتيجة الفراغ الذي هو من أهم أسباب اختيار رفاق السوء، حيث علينا أن نملي أوقات أبنائنا بالأشياء المفيدة حتى لا يتمكن رفاق السوء من التأثير السلبي على أولادنا. وتحذر بأن رفيق السوء يؤثر على أبنائنا أيضاً عند وجود مشكلات أسرية داخل العائلة فيبحث الأبناء عن رفاق السوء الذين يبعدونهم عن البيت ومشاكله للتخلص من الضغوطات النفسية، أو في حالة غياب رقابة الأهل.
نصائح تحصينية
وتقدم فيما يأتي نصائح للأهل لتحصين أبنائهم ضد رفاق السوء وتبدأ بأهمية المراقبة والمتابعة المستمرة للأبناء إلى رفاقهم مع التأكيد على عدم اتباع الأهل أسلوباً عنيفاً في إبعاد أولادهم عن الرفاق لأن هذا الإبعاد سيكون ظاهرياً أمامهم وفي الواقع يلتقون معهم ويتصلون بهم وليكن ذلك بإظهار مساوئ أصحاب السوء وتأثيرهم على أولادكم.
وتقول على الأهل أن يلجؤوا إلى أسلوب الحوار والتوعية مع الأبناء لتجنب مخاطر رفاق السوء بتدعيم أقوالهم بقصص واقعية حصلت. كما تبين أهمية أن يكون الأب والأم كالأصدقاء لأولادهم لأنهم يحطمون بذلك الحواجز فيما بينهم ويشعر الأبناء أنهم يقبلون على آبائهم ببساطة ويندفعون لإخبارهم كل الأمور واستشارتهم في الأشياء التي لاحظوها. وتشدد على أهمية إعطاء أولادكم الثقة وعدم التجسس عليهم ومراقبتهم من بعيد دون إشعار الأبناء بذلك وذلك من خلال معرفة أصدقائهم وأهلهم بطريقتهم الخاصة.
أما عن أهمية الاستقرار الأسري وشعور الأطفال بالأمان والحب وعدم الخوف منهم في توطيد العلاقة بين الآباء والأبناء فهو ضروري للابتعاد عن رفاق السوء. وتؤكد دور الأهل في إنقاذ الأولاد عند ملاحظة أي تغيير في سلوكهم فهذا مؤشر سلبي يجب معالجته فوراً لمعرفة أسبابه ومن حوله من رفاق السوء ويكون بأسلوب راق في التعامل وليس كما قلنا بالفرض والأوامر والعنف.
ازدهار صقور
المزيد...