اللحوم تغادر مائدة الأسرة والبحث عن الأرخص وسد الرمق

 رتفاع الأسعار بشكل جنوني وإلى حد غير مسبوق أصبح الشغل الشاغل للمواطنين في سورية  والحديث اليومي لهم في كل مكان إضافة إلى أنه ساهم في  تغيير الكثير من عاداتهم الشرائية  وكذلك تغيير قائمة المواد الأساسية والضرورية بالنسبة لهم وأيضاً أماكن التبضع وغيرها والأخطر أنه أصبح يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية.

مكرهين لا أبطال
تقول رشا نيصافي مكرهين لا أبطال الزمن بتغيير عاداتنا فقد أصبحنا نتوجه إلى الأسواق الشعبية وإلى البالات لشراء مستلزماتنا لأنه من المستحيل أن نتوجه إلى الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مخيف، وكذلك بالنسبة للأحذية علماً أن أسعار البالة مرتفعة أيضاً ولكن لم تصل بعد إلى حد الأسواق وأضافت للأسف حتى عاداتنا الغذائية بدأت بالتغير واختلفت قائمة الأولويات فمنذ أن بدأت الأسعار بالارتفاع ونحن نستغني عن سلعة وراء سلعة بحجة أنها كماليات ولكن اليوم لم يبق شيئاً فقد ارتفعت الأسعار بشكل غير معقول فالأمر لايقتصر على الطعام والشراب وإنما هناك مصاريف أخرى كأجور النقل وتسديد الفواتير وتعليم الأبناء وكل هذا ولم نتحدث عن حاجة أحد أفراد الأسرة للذهاب إلى طبيب أو شراء الأدوية.
لم تعد تهمنا الجودة
سعاد قالت: أصبحنا نلجأ إلى البسطات وإلى البضاعة المقلدة فلم نعد نهتم بالجودة بقدر مانهتم بإيجاد سلع تناسب أوضاعنا المادية، وهذه سلوكيات جديدة لم نكن نتبعها من قبل إذ كنا نختار أفضل ما هو موجود بغض النظر عن الأسعار فمثلاً وأتكلم عن حالي وأعلم أنه توجد حالات كثيرة مشابهة لم أكن أشتري إلا أفخر أنواع الصابون والشامبو لأطفالي أما اليوم أبحث عن الأرخص ثمناً.
– فريال مكنا قالت: لم أكن أقوم بطهي أي نوع من الطعام دون إضافة اللحمة أما اليوم  وبعد أن اصبحت أسعارها لاتقارب أصبحت لا أدخل اللحمة مطلقاً فلم نعد قادرين على شرائها لا اللحوم البيضاء ولا الحمراء وقد غادرت منازلنا وموائدنا بسلام  وأضافت حتى عدد مرات ذهابنا إلى السوق اختلف فكنا عادة نذهب مرة أو مرتين في الأسبوع نشتري كل ما يلزمنا وهناك من كان يذهب مرة في الشهر أما اليوم فكل يوم نذهب إلى السوق والسبب هو أننا نشتري ما نحن بحاجة له كل يوم بيومه  إضافة إلى أننا كل يوم نذهب لنتمكن من البحث  عن المكان الأرخص.
التقنين بدا واضحاً
– نهلة العمر قالت التقنين بدا واضحاً عند كل الأسر من ذوي الدخل المحدود فعادات كثيرة تخلينا عنها منها فمثلاً كنا نذهب في رحلة أسبوعية لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والأولاد أما اليوم فهناك حساب للسيارة وللبنزين والمواد التي سنصطحبها في النزهة.
عاداتنا الاجتماعية تغيرت
– أما الأمر الأهم الذي تحدث عنه مهند اليوسف قائلاً: من المؤسف أن عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية التي كنا نشتهر بها تخلينا عنها فقد أصبحت غالبية الأسر تنطوي على ذاتها وتتخلى عن عاداتها كالكرم والضيافة والمشاركة في الأفراح والأحزان، أيضاً أصبحنا نتهرب من الضيوف ونحد في علاقاتنا مع الجيران  ومن حضور المناسبات أو زيارة الأقارب لأن أية حركة باتت مكلفة وتفوق قدرة المواطن باختصار تدهورت  العلاقات الاجتماعية.
مختصون في علم الاقتصاد يرون بأنه يجب على المواطن التقليل من الاستهلاك وتحديد أنواع معينة وهذا حكماً سيدفع الأسعار إلى الهبوط ورأى أيضاً أن كل جوانب حياة المواطن تأثرت الصحة والتعليم والكساء فمن لديه التزامات مالية كبيرة كدفع إيجارات أو تسديد قروض وغيرها حكماً سيبحث عن الأرخص والأقل جودة سواء بالنسبة للغذاء أم اللباس وغيرها أي إن النواحي الأخرى في حياته ستتأثر وكذلك أنماط حياته وأنماط استهلاكه .
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار