بعد تحريرها من الإرهاب ..جرس المدرسة يقرع في مدارس حلفايا من جديد تـــوفــير مســتلزمـــات العمليــة التعليميــة تـعـــاون بــين الـــتربيـــة والأهـــالـــي
بعد ثلاثة أعوام ونصف هاهي شعلة النور تنير القاعات الصفية في مدارس منطقة حلفايا بعد تحريرها وإعادة تأهيلها وصيانتها.
الفداء واكبت انطلاقة العملية التعليمية في مدرسة الزهراء واستطلعت آراء الكادر الإداري والتدريسي والتلاميذ حول عودتهم والجلوس على مقاعد الدراسة لمتابعة تحصيلهم الدراسي بعد فترة الانقطاع.
إعادة تأهيل سريعة
محمد الناصر ـ مدير مدرسة الزهراء ـ يتحدث لنا قائلاً: بعد تحرير بلدة حلفايا من قبل الجيش العربي السوري وبالتزامن مع عودة الأهالي تم مباشرة إعادة تأهيل وصيانة المدرسة من قبل مديرية التربية بالتعاون مع المجتمع الأهلي، وذلك بهدف عودة التلاميذ بالسرعة الممكنة وفعلاً تم إنجاز العديد من الإصلاحات الخفيفة حيث تم تركيب الأبواب وإغلاق النوافذ وتركيب المدافئ وهذه تعد أولوية لجلوس الطلاب على مقاعد الدراسة لمتابعة وتعويض الفاقد التعليمي ونحن في إدارة المدرسة عملنا يداً بيد مع المعنيين في مديرية التربية والمجتمع الأهلي لسرعة العودة للمدرسة وحققنا ذلك مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام 2019/2020.
المستلزمات متوافرة
ولدى سؤالنا عن الكتب ووسائل التعليم المتوافرة في المدرسة، أجاب المدير: إن الكتب لكل التلاميذ متوافرة ومعظمها جديد كما تم تقديم طلب لتزويد المدرسة ببعض الوسائل التعليمية لزوم تطبيق المنهاج حسب الخطة الدرسية.
أيضاً تم تقديم طلب لزيادة عدد المقاعد وذلك بسبب تزايد أعداد الطلاب العائدين من مناطق مختلفة بعد تحرير البلدة، علماً أن الأعداد الحالية كافية ولكن من باب الحرص على راحة التلاميذ نسعى لتوفير عدد من المقاعد.
الكادر التدريسي ملتزم
كما تحدث مدير المدرسة عن أن الكادر التدريسي ملتزم ولا يوجد نقص وكل الاختصاصات موجودة وتسير الأمور على النحو الأمثل وبيّن أنه تم تقديم طلبات عدة لاستكمال النواقص من السجلات وتخصيص حارس ومستخدم ووعد مدير التربية بتلبية كل الطلبات حرصاً على حسن سير العملية التعليمية.
وهنا لابد من الإشارة أننا انطلقنا لتطبيق الخطة الدرسية بتضافر الجهود وحرص الجميع على مصلحة التلاميذ وتزويدهم بالعلم والمعرفة.
مع الكادر التدريسي
كما كان لنا لقاءات مع الكادر التدريسي، حيث تحدثت الآنسة سناء القاسم قائلة: منذ اليوم الأول لدوام الطلاب تم إعطاء الدروس وفق الخطة المعممة من قبل التربية ووجدنا حرص التلاميذ على تعويض ما فاتهم من المعلومات وكان تفاعلهم جيداً وهناك مشاركة مميزة من كل التلاميذ.
متابعة الإصلاحات ضرورية
أما المدرسة ولاء صيادي فقد تحدثت: تم عقد اجتماع مع الكادر التدريسي ومن خلاله تم توزيع المنهاج على المدرسين بحسب اختصاصهم والتزام الجميع بالجدول لما فيه مصلحة الطلاب.
وتضيف الصيادي: لابد من متابعة بقية الإصلاحات التي تحتاجها المدرسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ جراء عودة الأهالي للبلدة.
وهنا لابد من توجيه الشكر لكل من سعى لإعادة الحياة لهذه البلدة التي تسعى لبداية وانطلاقة مميزة على الأصعدة جميعها .
التلاميذ سعداء بالعودة لمدرستهم
كما كانت لنا وقفة مع عدد من التلاميذ لبيان آرائهم:
أحمد أبو زيد من الصف التاسع عبّر عن سعادته بالعودة للمدرسة والجلوس مع زملائه بعد فترة الانقطاع ومتابعة الدراسة والوظائف وممارسة الرياضة الصباحية.
وقال: إن المدرسين جميعهم حريصون على إعطاء كامل المنهاج ونحن نشارك في فقرات الدرس لتثبيت المعلومات ونتمنى من كل التلاميذ العودة إلى البلدة والالتحاق بالمدرسة.
يأمل بالتفوق
أما التلميذ عمر دناور من الصف الثامن كان مسروراً من خلال وجود رفاقه معه متمنياً متابعة التحصيل الدراسي وأن يحقق التفوق والنجاح فهو يحب التحصيل العلمي.
تأمين كل المستلزمات الضرورية
هذا وكانت لنا وقفة مع مدير التربية في ختام جولته على مدرسة الزهراء في حلفايا حيث قال: مع عودة الأهالي لمدينة حلفايا بعد ما حررها الجيش العربي السوري تم التوجيه لدائرة الأبنية المدرسية للكشف عن الأضرار في المدارس ومن ثم مباشرة بدء العمل في المدرسة، حيث تم إصلاح وتركيب الأبواب للقاعات الصفية وتزويد المدرسة بالمدافئ وتركيب خزانات المياه والمازوت مع تركيب شبك حديدي على النوافذ وكانت التكلفة الأولية حوالى 4 ملايين ليرة كما تم ترحيل الأتربة وتنظيف الباحة بالتعاون مع الفعاليات الأهلية في المنطقة ولعل السرعة في تأهيل وصيانة المدرسة كان نتيجة عودة الأهالي، فكان من الواجب علينا توفير الأماكن المناسبة للتحصيل الدراسي ولاحظنا الالتزام بالدوام.
الصيانة مستمرة
كما بين مدير التربية أن العمل مستمر بالصيانة حيث هناك ثلاث مدارس قيد الصيانة من قبل مديرية الخدمات الفنية وهي (مدرسة حي البعث ومدرسة حطين ومدرسة القادسية)، ومديرية التربية تتابع إنجاز العمل باستمرار تمهيداً لوضع المدارس في الخدمة في أقرب وقت كما تم إنجاز التشكيلات الصفية من قبل التوجيه الاختصاصي والدوائر المعنية.
مازوت التدفئة
وهنا لابد من الذكر أنه تم توفير مادة مازوت التدفئة وتم التأكيد على الإدارة بإشعال المدافئ في القاعات الصفية حرصاً على سلامة التلاميذ، كما لاحظنا اندفاع التلاميذ نحو العلم وممارسة الأنشطة الرياضية، وفي هذا المجال لابد لي من توجيه الشكر لكل من سعى لانطلاق العملية التعليمية.
ختاماً:
إن إرادة الحياة والتصميم على متابعة التحصيل الدراسي والتزود من مناهل العلم والمعرفة، رسل الحضارة الذين تحدوا الظروف ودخلوا للقاعات الصفية لإشعال النور في عقول التلاميذ، فكل التحية لرجالات العلم الذين يرسمون طريق المستقبل للأجيال.
وليد سلطان