التموين تتحدث عن إنجازات والمــواطـــن يـــراهـــا غـــائبـــة وغـــــير فعـــالة

تعزيز ثقافة الشكوى إغلاق منشآت لكبار المخالفين 7 آلاف ضبط بالعام الماضي 580 إغــــــلاقـــــاً

تقف مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في منطقة رمادية ـ وربما سوداءـ في نظر المواطن العادي وهي بالتأكيد لاتشكل البعبع الحقيقي المطلوب منه أن يأخذ دوره بشكل جاد وحاد بالنسبة للتجار والصناعيين، فلو وازنّا بين عدد المخالفات المنظمة خلال عام مثلاً وعدد الفعاليات التجارية والاقتصادية في المحافظة لوجدنا أن هذه المخالفات لاتشكل نسبة يُعتد بها، فهذه الفعاليات تبدأ من بائع البسطة أو عربة الفواكه الذي قد يعمد إلى تعبئة بعض / المنزوع/ قبل أن يكيل لك من العربة ماقد شاهدته وعاينته ولاتنتهي عند المخبز وقد تصل إلى شركة زيوت أو نقل.
وكي لا يكون كلامنا جزافاً بلا دليل أو قرينة نورد بعض آراء المواطنين ولمحات وومضات مما أدلى به مدير التجارة الداخلية زياد كوسا خلال لقاء أسرة الفداء به.

عيب وحرام
أحد المواطنين في موقع عمالي يتيح له التواصل مع الكثير من شرائح وفئات العمال رأى أن الرقابة التموينية معدومة وخاصة بعد زيادة الرواتب والأجور للعاملين بالدولة ما أوجد ظاهرة قديمة جديدة وحججاً واهية بزيادة أسعار السلع الضرورية للمواطن بحجة ارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة.
مع العلم أن معظم المواد مكدسة بالمستودعات قبل الارتفاع الخلبي، كما أنها تُخالف الصغار فقط ، ويسود اعتقاد أن الشكوى إلى التموين عيب وحرام مع أن هذا المخالف هو الذي يضرنا.
تواطؤ وتبديل
ورأى أحد المواطنين من مدينة حماة أن الرقابة تقوم بدورها من خلال مراقبة الأسواق والجولات عليها وهي تلاحق المحال الصغيرة وتترك المستورد وتاجر الجملة والمنتج وأصحاب المستودعات وهم لايلتزمون بإعطاء الفواتير لأصحاب المحال.
وقال مواطن من إدلب مقيم بحماة، منذ 3 سنوات : إن هناك إمكانية للتواطؤ بين التموين والمشتكى عليه كالكازيات، وقال مواطن آخر: إن أصحاب العربات يبدلون كيس الفواكه الذي ينتقيه المواطن بآخر مصاب بالعطب.
يخبرون بعضهم
ويقول المواطن حسين عزيز ـ مقيم بحماة ـ : إن الرقابة التموينية ضعيفة وهناك ارتفاع خيالي للأسعار وإن ارتفع الدولار يرفع التجار أسعارهم وإذا انخفض يبقونها ـ ونحن نظن أنهم يرفعونها أيضاً ـ وإن عاود الارتفاع يعاودون رفع الأسعار مرة ثانية.
ويقول: عندما تأتي الدورية التموينية إلى أحد الأحياء فإنهم كلهم يغلقون متاجرهم، فهم يخبرون بعضهم بقدوم الدورية وهذا ماحدث أمام ناظري.
لاريف ولامدينة
أحد أبناء الريف مقيم بحماة منذ عام 2014 قال :
إن الرقابة التموينية ليست فعالة لا في ريفه الذي نزح منه ولا بمدينة حماة التي سكنها ، متحدثاً عن ارتفاع عدة سلع كالسكر والبيض والفروج مستغرباً خضوع هذه السلع للدولار، وقال: إن الخبز الذي يأخذونه من مخبز 8 آذار نأخذه من الفرن إلى المنزل / للكب/ وإن المخابز الخاصة تبيع بالعدد لا بالوزن، وقال: إن كل مبيعات الباعة والتجار على الدولار ويحسبونها على مايتوقعونه صعوداً للغد وليس بسعر اليوم ولا يتوقعون الهبوط.
نحن الحلقة الأضعف!
أحد أصحاب البقاليات في حي من أحياء حماة قال: إنه يذهب للتاجر ويضطر لشراء السكر بـ /400/ ليرة ولذلك فهو مجبر على بيعه بـ425 ليرة، ويمتنع أصحاب محال الجملة عن إعطاء كشف حساب بمثل هذه الحالة، وقال: لأن الجيران يعرفون الواقع فإني لم أتعرض لأية مخالفة تموينية.
ليس نحن مصدر الغلاء
ويقول أحد أصحاب محال الخردوات من صوران : إن الدورية التموينية تهتم بوجود كشف شراء أو فاتورة ووجود لائحة أسعار وبعد أن تتحقق من هذين الشيئين يعرفون أن مصدر الغلاء ليس نحن ..
ثقافة الشكوى
أكد وردَّ وكرّر مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك خلال لقائه مع أسرة تحرير الفداء على ثقافة الشكوى ووجوب تفعيلها ولكنه ضحك ضحكة خفيفة عندما سألناه عن إمكانية إعطاء حافز للمواطن المشتكي، حيث تبلغ قيمة المخالفة التموينية 25 ألف ليرة وهذه أخف المخالفات، وأجاب عن قيمة مايتقاضاه المراقب التمويني من حوافز بأنه لايزيد عن 1500 ليرة شهرياً.
ونحن نتساءل: في ظل هذا الواقع ما الذي يحمي المراقب من الانحراف والانجراف؟ بل إن مدير التموين يؤكد أنهم يتعاملون مع (زعران ) ويتعرضون للتهديد والوعيد وسحب السلاح والمواطن لايرحمهم بشيء، بل إن الإعلام يبخسهم حقهم عندما يركز على نقطة معينة, قد لاتكون مهمة تموينياً ويهمل المسألة أو النقطة المهمة.
ويؤكد أن الفاسد موجود في التموين وفي الإعلام وبكل مكان، وقد تم ضبط عدة حالات وهناك حالات تسريح من الوظيفة ولا أحد محميّ ومن يثبت فساده لايمكن أن نرحمه وهناك من نقلناه خارج المحافظة أو أبعدناه عن الرقابة التموينية.
7 آلاف ضبط تمويني
وفي معرض توضيحاته قال كوسا: تم خلال العام الماضي تنظيم 7 آلاف ضبط تمويني وأكثر من 580 حالة إغلاق التي تكون عادة لمخالفات جسيمة كحالات الغش بشكل عام وخاصة بموضوع الغذاء، وتم تنظيم 150 ضبط محروقات وإغلاق 40 محطة وحجز 25 صهريجاً وإحالة 22 صاحب مخبز إلى القضاء وضبط 900 حالة بالمخابز وتم سحب 1500 عينة للتحليل وعادة تكون نسبة المخالفة 40% من العينات.
الكل سواسية
وأكد مدير التجارة الداخلية أنه رغم كل هذا الواقع فإن الكل سواسية أمام المخالفة التموينية، ونفى مايتردد حول أن التموين لايلاحق غير الصغار ويترك الكبار، وأكد أن هذا عُرف عند العامة والمتابع لنشاطنا يعرف كم من المعامل والمنشآت أغلقنا خلال العام وأن أكثر من 70% من كبار التجار تمت مخالفتهم بعد زيادة الرواتب.
وأكد أنه يتم في أغلب الأحيان متابعة الصغير لنصل إلى الكبير وبمجرد أن يعطينا البائع اسم تاجر الجملة أو المورد نتركه، وأكد على عدم وجود أي تجنٍ أوظلم بالمخالفات، فلا يوجد ضبوط غيابية والتاجر يوقع على الضبط وأن الضابطة التموينية تقدر سعر الصرف وتتابع من / يشطح / فوقه، وهؤلاء كثر .
قلة مراقبين وكثرة غشاشين
ويقول مدير التموين: إن عدد المراقبين 18 مراقباً لمدينة حماة ونستعين بالإداريين ليصبح العدد 80 مراقباً لكل محافظة حماة.
وأكد أنه تم ضبط حالة غش فريدة وهي لم تُكتشف إلا عندنا بحماة وواحدة بمصر، تتمثل بإضافة مادة الفورمالين وهي تغير صفة الحليب أو الجبن الفاسدة وتغير طعمته، وهي بالأساس مادة تستخدم للتحنيط وهي مادة مسرطنة وتؤدي لتهتك الأمعاء والكبد والإصابة بالسرطان، ومع ذلك فالمخالف ظلَّ شهرين بالسجن فقط ، أما السبيداج والإسمنت الأبيض فهو مضبوط بكثرة.
وقال في معرض حديثه :إن شركات النقل لم تستثنَ من المخالفات ونرسل دورية كل 3ـ4 أيام ونخالفهم لتقاضي تعرفة إضافية . ونشير إلى أن كل وسائط النقل الداخلي كما يؤكد المواطنون تتقاضى أجوراً إضافية.
التواطؤ
وأكد أن شكوى المواطن هي الأساس فالتموين ليس واقفاً فوق رأس كل شخص، ونطمح لأن نصل ليكون المواطن شريكاً بعملنا وأتمنى أن يعد كل مواطن نفسه مراقباً تموينياً، ومالم تتغلغل ثقافة الشكوى بذهن المواطن سيظل التاجر يسرح ويمرح.
وتحدثت إحدى الزميلات عن قيام الرقابة التموينية بإبلاغ سائق سرفيس بأن أحد الركاب اشتكى عليه ولذلك أرغى وأزبد يريد معرفة المشتكي، ويعقب كوسا مطالباً بالإبلاغ عن أية حالة فساد ضد أي مراقب تمويني وأن عدم امتثال المخالف لمخالفته يعني أنه ارتكب مخالفة أخرى وعلينا أن نقمعها وهذا بتعاون المواطن أيضاً.
لايُرضي أحداً
لاشك أن حجم مطالب المواطنين كثيرة بالتموين وسواها وأن أبواب الغش كثيرة جداً وأن إمكانية ضبطها لاتكون لا بـ 80 مراقباً ولا حتى بـ 8 آلاف منهم، ونحن نؤكد أن ثقافة الشكوى التي ذهب إليها كوسا هي الأساس، ولكن نتساءل: ما الحافز وما الحماية الممكنة لهذا المواطن؟
أحمد الحمدو

المزيد...
آخر الأخبار