الغاب في دائرة الاهتمام الحكومي تشــكيــل لجــان ودراســـة الـــواقــع ووضـــع خطـــة للتنميـــة المســـتديـمـــة الأسبوع القادم تعرض للحكومة وحدة نهر البارد لإنتاج الأجبان و الألبان بالخدمة قريباً

 

بعد جولة رئيس الحكومة بمراكز تسويق الحبوب ولقائه أهالي الغاب وإدارة الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب ، في 8 – 6 – 2019  عادت منطقة الغاب إلى دائرة الاهتمام الحكومي ، بغية انتشالها من واقعها الراهن الصعب على كل الصعد ، وتحقيق تنمية شاملة ومستديمة فيها ، تنعكس على حياة أهلها المعيشية  وتحسنها باستمرار ، ليعود الغاب إلى ألقه وليكون بحق سلة سورية الغذائية ورافداً مهماً من روافد الاقتصاد الوطني والاكتفاء الذاتي الغذائي .
وفي التحقيق الآتي نعرض لتبديات اهتمام الحكومة بمنطقة الغاب وتنميتها ، ونبيّن الواقع الراهن لعمل الفريق الفني الذي شكل لهذا الغرض ، وإلى أين وصلت دراساته التنموية .
عود على بدء
     بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد تفقد رئيس مجلس الوزراء عماد خميس بتاريخ 8 – 6 – 2019 حصاد وتسويق القمح في حماة ، واستمع من الفلاحين والمنتجين والقائمين على مراكز استلام الأقماح للمشكلات التي تواجههم ووضع الحلول لها.
وعقد اجتماعاً موسعاً في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أكد فيه أهمية منطقة الغاب في تحقيق الأمن الغذائي، ودعا إلى مضاعفة الجهد لاستثمارها بالشكل الأمثل .
    ودعا المهندس خميس هيئة تطوير الغاب إلى وضع خطط لتحقيق التنمية لهذه المنطقة ورسم خارطة لتطوير الغاب لمدة 25 سنة قادمة وتحديد الصناعات الزراعية وإقامة المصانع التي تعتمد على منتجات المنطقة مبيناً أن مجلس الوزراء يعد دراسة لإعادة تقييم الهيئة بكل كوادرها بهدف تطوير عملها.
   وطلب دراسة الجدوى الاقتصادية لإقامة معمل ألبان وأجبان في الغاب وإقامة وحدات تصنيع صغيرة بهذا الخصوص.
ماذا أنجز ؟.
وبعد ذلك، ما الذي أنجز في منطقة الغاب من هذه التوجيهات الحكومية ، وماذا عملت وزارة الزراعة؟.
لجنة لتتبع المشاريع بالغاب
في 10 – 6 – 2019 أصدر رئيس مجلس الوزراء  قراراً بتشكيل لجنة لتتبع تنفيذ المشاريع الحكومية في منطقة الغاب برئاسة وزير الزراعة.
   وتتولى اللجنة إعداد دراسة تنموية شاملة لتطوير منطقة الغاب اقتصادياً و زراعياً وعمرانياً، ووضع خريطة صناعات زراعية وتسويقية لمنتجاتها اعتماداً على مقوماتها وثرواتها الزراعية والطبيعية والاستخدام المستدام لها بالشكل الأمثل ، وإقرار الإطار المادي والبرنامج الوطني للتنفيذ.
    وتضم اللجنة في عضويتها ممثلين عن الوزارات المعنية بالشأن الاقتصادي والخدمي، وتتألف من معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي عبد الكريم اللحام ، ومعاون وزير الصناعة جمال العمر، ومعاون وزير الموارد المائية محمد أسامة الأخرس، ومعاون وزير الإدارة المحلية والبيئة محمد وضاح قطماوي ، ومعاون وزير السياحة غياث الفراح ، ومعاون وزير الأشغال العامة والإسكان راما ظاهر ، ورئيس هيئة التخطيط الإقليمي ماري كلير التلي ، ومعاون رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فضل الله غرز الدين ، ومستشار وزير الزراعة  محمد نصور ، ومدير تنفيذي لبرنامج «مشروعي» في الأمانة السورية للتنمية إيلين فضول، ومدير عام الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أوفى وسوف  ، ومدير التخطيط والتعاون الدولي المهندس هيثم حيدر .
ماذا فعلت اللجنة ؟.
    المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس أوفى وسوف  عضو اللجنة ، بيَّنَ أن اللجنة عقدت عدة اجتماعات، وجمعت كل المعطيات عن واقع المنطقة واحتياجاتها ، وأعدت الدراسات اللازمة، وأرسلتها إلى لجنة السياسات الزراعية بوزارة الزراعة ، للنظر فيها ومناقشتها مع الوزير ورئاسة الحكومة، لتبت بتنفيذها وتخصيص التمويل اللازم لها.
اعتماد أسس المسح الميداني
    في 17 – 9 – 2019 عقد اجتماع بوزارة الزراعة ناقشت فيه اللجان المركزية والفنية بالوزارة الدراسات التنظيمية والتنموية والبرامج الزمنية التنفيذية التي وضعت لتطوير منطقة الغاب.
    وبين وزير الزراعة المهندس أحمد القادري أن هذا الاجتماع هو الثالث من نوعه، ناقش واعتمد أسس جدول المسح الميداني لجمع البيانات على أرض الواقع ومن خلالها ستوضع الدراسة التي ستكون منجزة مع نهاية العام.
    وأكد القادري أهمية منطقة الغاب من الناحية الزراعية وما تمتلكه من إمكانات ومقومات لإحداث تطوير وتنمية حقيقية في هذه المنطقة.
الأسبوع القادم تعرض للحكومة
    مدير السياسات الزراعية بوزارة الزراعة المهندس رائد حمزة ورداً على أسئلة  ( الفداء) حول تنمية منطقة الغاب والدراسات التي أعدتها اللجان ومدى اهتمام الحكومة بها قال  :
    تم تشكيل فريق عمل مؤلف من لجنتين لتنفيذ التوجيهات الحكومية بتحقيق تنمية شاملة ومستديمة بمنطقة الغاب .
   ودرس الفريق واقع منطقة الغاب من كل النواحي، ووضع مسودة خطة تنفيذية بناءً على تحليل الواقع، بعد تحديد نقاط ضعفه ونقاط قوته ، وتم فيها تكوين قواعد البيانات بالاحتياجات المطلوبة لتحقيق تنمية مستديمة بالغاب في الزراعة والموارد المائية والسياحة والبيئة.
    وأكد حمزة أن هذه المسودة للخطة التنموية الشاملة، ستُرفع لوزير الزراعة الأسبوع القادم  لمناقشتها ، ومن ثم إلى الحكومة .
    وأوضح أن الغاب تشكل منطقة اقتصادية نموذجية من كل المحاور إضافة إلى أنها ستكون تجربة يمكن تعميمها لاحقاً حسب المنطقة والطبيعة الجغرافية والموارد المتاحة.
على الأرض
     وأما على الأرض ، فقد تم تنفيذ وحدة لإنتاج الألبان والأجبان في نهر البارد بالغاب بناء على توجيه رئيس الحكومة خلال اجتماعه بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب.
    وبيَّنَ مدير مشروع تطوير الثروة الحيوانية بالغاب نسيم منصور لـ  ( الفداء ) أنه في إطار التشاركية بين وزارات الدولة مع المجتمع المحلي باشرت مديرية مشروع تطوير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة بتنفيذ وحدة لإنتاج الألبان والأجبان في قرية نهر البارد في الغاب.
   وهي ثمرة لمذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الزراعة ممثلة بمديرية مشروع تطوير الثروة الحيوانية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تنص على تقديم البناء من قبل الشؤون في حين تتولى مديرية المشروع تقديم التجهيزات.
   وأكد منصور أنه تم شراء بناء مسبق الصنع للوحدة من مؤسسة الإسكان العسكرية ومن المتوقع افتتاحها خلال الشهر الجاري ، ولكن الظروف الجوية حالت من دون ذلك ، ومع تحسن الظروف الجوية سيتم تركيب الوحدة لتباشر عملها و إنتاجها حسب توجيهات الحكومة .
   وأوضح أن المعدات الفنية جاهزة ، وأن الوحدة  مؤلفة من خط إنتاج بطاقة إنتاجية وسطية ٣٠٠ كغ بالوردية الواحدة وستعمل بمعدل ٤ – ٥ ورديات في اليوم بحسب توافر الحليب.
   ملفتاً إلى أن الوحدة ستجهز وفق التقانات الحديثة (البسترة) للحصول على أجود منتج بأقل تكاليف.
   وأن الهدف منها  خدمة القرى الصغيرة في الريف والتي تنتج الألبان بكميات تتراوح بين ١- ٢ طن في اليوم، ويتعذر عملياً واقتصادياً نقلها إلى معامل الألبان نظراً لطول المسافة حيث تعمل على تصنيع منتجات طازجة جاهزة للتداول ، ما يوفر سهولة في تسويقها ونقلها كمنتجات جاهزة غير قابلة للتلف حيث تستخدم استثمارات قليلة بالمشروع وتوفر فرص عمل جديدة للسكان و تزيد دخل الأسر في القرية.
وأكد منصور أنه تم تجهيز الموقع المناسب لإقامة الوحدة بجوار مبنى الوحدة الإرشادية الزراعية في قرية نهر البارد في الطرف الغربي من سهل الغاب.
    وأن تعداد الثروة الحيوانية في مجال إشراف الإرشادية الزراعية في نهر البارد يبلغ ٢٤٢٥ رأس بقر و٤٦٢٢ رأس غنم و ١٠١٤٤ رأس ماعز موزعة في ١٤ قرية ومزرعة.
نأمل التنفيذ
كل المعطيات الحالية تشير إلى أن الحكومة جادة فعلاً بتطوير منطقة الغاب رغم كل الظروف الصعبة التي يشهدها بلدنا الحبيب ، وأنها راغبة بتحقيق تنمية شاملة ومستديمة في هذه المنطقة الحيوية التي تعد من أغنى مناطق سورية بالموارد المتنوعة التي تنتظر استثمارها الاستثمار الأمثل .
وما نأمله كصحافة تعي تماماً وجع هذه المنطقة وتعرف حاجتها الماسة للخدمات العامة ، والنهوض بالزراعة والصناعة والسياحة فيها ، أن تجد تلك الخطة طريقها للتنفيذ بأسرع وقت ممكن ، كي تشهد المنطقة وأهلها نهضة حقيقية وليس مجرد دراسات على الورق.
محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار