تؤكد العديد من الأبحاث أن ظاهرة التنمر موجودة في المدارس منذ قديم الأزل وتبين أيضاً أن عدداً كبيراً من الطلاب يهربون من مدارسهم إلى بيوتهم يوميا بسبب تعرضهم للتنمر من قبل زملائهم أو من قبل مدرسيهم، وقد اعتبرت هذه الظاهرة مدمرة للطالب لما يتعرض له من آثار نفسية كالاكتئاب أو حتى الانتحار في بعض الأحيان كما بينت أيضاً هذه الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون التنمر هم أشخاص تعرضوا له من قبل، أي إنهم ضحايا تنمر سابقين ويمارسون التنمر كي يتظاهرون بالقوة والصلابة ويحمون أنفسهم وهم غالبا لم ينجحوا في إقامة علاقات أو صداقات ولذلك لجؤوا إلى التنمر كي يخشاهم الآخرون
ولأهمية هذا الموضوع وضرورة تنبيه الطالب للابتعاد عنه وإظهار مخاطره وآثاره السلبية أقيمت في المدارس العديد من اللقاءات مع الطلاب قام بها المرشد الاجتماعي في المدرسة.
من المشكلات الشائعة
المرشد الاجتماعي عصام شلهوم توسع بالحديث عن ظاهرة التنمر وأهم القضايا التي تم التركيز عليها أثناء الحديث مع الطلاب حيث قال: يعد التنمر من المشكلات الشائعة بين الطلاب ونبدأ من تعريف التنمر في المدارس هو أفعال سلبية متعمدة من قبل تلميذ أو أكثر ويكون عن طريق إلحاق الأذى بتلميذ آخر بصورة متكررة وطوال الوقت، ويمكن أن تكون هذه الأفعال بالكلمات مثل التهديد والتوبيخ والإغاظة والشتائم ونشر الشائعات حول الطالب أو الطلب من الأصدقاء عدم مرافقة هذا الطالب لأسباب مختلفة ويمكن أن تكون بالاحتكاك الجسدي كالضرب أو الدفع ويمكن أن تكون من غير توجيه كلمات أو من غير إيذاء جسدي كالتكشير في معالم الوجه أو توجيه إشارات غير لائقة بقصد.
ويمكن القول: إن الأطفال الأكثر عرضة للتنمر هم الطلاب أو الأطفال المنعزلون اجتماعياً وأصحاب البنية الجسمية الضعيفة والأطفال الذين يبكون بسرعة ويسهل استفزازهم أو الأطفال الذين لديهم مشكلات أو ضعف في التحصيل العلمي أو الطلاب غير المحبوبين من رفاقهم.
آثار التنمر
أهم الآثار السلبية التي يخلفها التنمر هي أولاً لجوء الشخص إلى العنف ومن الممكن أن تتحول طبيعة الشخص الطيب إلى طبيعة عدوانية وبالتالي يصبح هذا الشخص من الأفراد الذين يمارسون التنمر ويطبقونه ومن آثاره أيضاً قد يلجأ الشخص إلى النوم الزائد عن حده أو قلة النوم ويعاني الشخص من حالة نفسية متغيرة كما تظهر لديه حالة عصبية زائدة أو الغضب إضافة إلى قلة الشهية أو زيادتها ومن ظهور علامات القلق والتوتر والاضطراب ومن آثاره أيضا أن يعاني الشخص من الاكتئاب والإحساس بالوحدة والعزلة والانسحاب من النشاطات المدرسية جميعها ونرى أحياناً أن البعض من الأشخاص يعانون من انعدام الاهتمام بالمظهر الخارجي أو إهمال الواجبات المنزلية وفي حديث لنا والكلام للمرشد تبين من وجود طلاب كثيرين يتعرضون للتنمر دون أن يدرك الأهل حقيقة ما يعانون منه إنما من خلال سلوكياتهم التي كانوا يمارسونها إضافة إلى تغير في أنماط حياتهم ونذكر منها أحد الحالات التي تحدثت عنها أم لطفل في الصف الرابع حيث قالت: بدأت أرى تغير سلوك طفلي وخوفه الشديد وميله للبكاء إضافة إلى أنه في معظم الأحيان يفضل البقاء لوحده وبعد مراقبته لأكثر من أسبوع راجعت المدرسة وتبين أنه يوجد ٣ من رفاقه يقومون بتهديده والاستهزاء به وهو يدفع لهم مصروفه كي يخففوا عنه ولم يتجرأ على الإخبار عنهم بسبب تهديده. هذ ه حالة من حالات كثيرة ، وأضاف يمكن أن يمارس التنمر من قبل المدرسين أي ليس فقط من قبل الأصدقاء من خلال توجيه الشتائم أو الاستهزاء بالطالب.
أما علاج التنمر
هناك العديد من الإجراءات للحد من هذه الظاهرة منها تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتربية الأطفال تربية سليمة بعيدة عن العنف وضرورة مراقبة سلوكياتهم منذ الصغر لمعالجة هذه الظاهرة في حال بدت لديهم والعمل على بناء علاقة صداقة بين الآباء وأبنائهم وإيجاد جو عائلي يجمع بينهم ويجب أيضاً وضع حلول من قبل المدرسة لمعالجة التنمر والقضاء عليه ومعاقبة كل من يسلك هذا التصرف وعلاج المتنمر والمعرض للتنمر للعلاج النفسي ومساعدتهم على تقوية ثقتهما بنفسهما.
كما تم توجيه الطلاب إلى اتباع عدد من السلوكيات التي ينبغي لهم القيام بها في حال تعرضوا للتنمر وهي ألا يظهر الطالب الأسى وأن يظهر ثقته بنفسه وألا يعطي الاهتمام للتنمر أو يظهر له الاستسلام وضرورة ملازمة صديق محترم وقوي وتنبيههم على ضرورة التواصل مع المعلمين أو الأهل أو إدارة المدرسة أو المرشد الاجتماعي لحل المشكلة مباشرة.
إذاً المشكلة يجب ألا يستهان بها ويجب الانتباه لها ومراقبة سلوكيات الأبناء قبل أن يظهر تأثيرها السلبي عليهم.
نسرين سليمان