انتثرت حروفي المختبئة خلف ستار الصمت والشوق لتبوح لكِ عن مشاعر تحتضن فؤادي منذ صغري.. ذكرياتي وطفولتي التي بدأت بين ثناياكِ كنت أصحو عند بزوغ الفجر لأرى انتشار خيوط الشمس في سمائك, ويضاء بيتنا بالكامل ولكن في الواقع كانت شمسك تنثر جدائلها لتنير قلبي وليس بيتنا فقط, ويتراقص فؤادي على الألحان التي نسجتها طيورك ليضحك ثغر هذه الطفلة الصغيرة وتتورّد وجنتاها اللتين دغدغتهما نسائم صباح جديد مفعم بالأمل, فتنهض بنشاط لتتسلق على حواف سريرها وتتأمل الأشجار التي تلعب بهدوء مع النسمات الباردة, فتبرق عيناها عند رؤية بائع الشطائر المسن ذي الصوت العذب, وتركض مسرعة إلى الشرفة, وتكون ظلال الأشجار قد رسمت رسوماً مذهلة على أرض هذه الشرفة التي كانت توسع روح تلك الطفلة وتملؤها بالحب والحنان والأمل.
تتأمل تحليق العصافير التي تتراقص وهي تحوك أغانيها الخاصة فتتمنى تلك الطفلة أن تحلق عالياً لتلعب مع الطيور معانقة السحاب, ملوحة للنجوم بيدها الصعيرة.
كنت أود التمسك بك وعدم إفلات يديك يا أمي ! ولكن لاتقلقي! مازلت متمسكة بتلك الذكريات التي نسجناها معاً, لاتبكي ياذات الرداء الأخضر!
فطفلتك الصغيرة ستعود إليك حتماً.. لاشك أنني بعدت ولكنني مازلت بروح تلك الطفلة التي كنت تحتضنينها.
تمارى صيموع