حكاية سندريلا التاريخية قصة ألفها الزمان وعرف مغزاها، وهو أن على الإنسان التحلي بالصبر لكسب محبة الآخرين, ولكن في الواقع القصة مختلفة تماماً ولها مغزى آخر، ولدت سندريلا في قرية صغيرة عرفت بنقاء صباحها وجمال طلتها وهدوء مسائها, فكانت سندريلا تلك الفتاة الضاحكة التي تمتاز بشعر جميل معار من نور الشمس وقد أخذت من لون البحر زرقة عينيها وشغفت بالموسيقا والحيوانات, وهذا ما أضفى على حياتها ألوان الربيع.
تبدأ صباحها بألحان القيثارة وتختم مساءها بالعزف على البيانو فلم تعهد يوماً مر عليها إلا وأنسام الموسيقا تطرق أبوابها مع الحيوانات المختلفة ، ولكن ، ومن المؤسف ، شغفها بالموسيقا لم يرض تطلعات والديها, فمنعاها من امتلاك أي آلة موسيقية ولم يسمحا لأي حيوان برؤية ابنتهما, لم تكن سندريلا تلك الفتاة ذات الطباع الحادة بل كانت تمتلك حكمة وإدراكاً للمواقف بشكل لايُوْصَف, فكرت سندريلا بطريقة تقنع أهلها بهوايتها , لأنها مهتمة بمصير الحيوانات التي اعتادت وجودها وسماع ألحان قيثارتها, نظرت إلى صعوبة موقفها حيث إن والداها لم يسمحا لها بمغادرة المنزل ولا حتى الالتقاء بالحيوانات. والغريب هنا أن سندريلا لم تنزعج من قرار والديها لإدراكها أنهما أكثر الناس حرصاً على مستقبلها وسعادتها ومصلحتها, وبكل سرور وحكمة كانت تشرح لهما وجهة نظرها مبيّنة أن الحياة قائمة على الاختلاف الذي هو سبيل تنوع المجتمع وتقدمه فكلٌّ منَّا إذا تابع رغبته وطور حلمه وحققه يغدو إنساناً بناءً صحيح النفس وسوياً وإذا أرغم على شيء لايحبه ازداد كرهاً له ونفوراً منه، وانعكس ذلك آثاراً سلبية على نفسيته أعجب والدا سندريلا من حكمة ابنتهما التي استقتها من الموسيقا والحيوانات، وكانا خير دعمٍ وتقدير لها.
أوفيليا المصطفى