وحيداً
تتلمس صقيع الوقت
لا شيء يشبهك
الطرقات تركض خلفك
خاويةً
خاليةً
من ناسك
من أهلك
من محبيك
يستقبلك الخوف الواجم
تستلقي غريباً
يلسعك ألم الغربة
ألم الهجرة
صقيع المدن
لا شيء يشبهك
في بلاد تلفظك
ترسم علامات القهر
على وجهك
ومسامات روحك
وحيداً
تفتش عنك
عن ذاتك
عن أحبابٍ
ليسوا معك
عن أزقّة
كنت جليسها
مهما بعدتَ
لا قيمة لك
لا وجودَ لك…
انتَ رقمٌ
في جواز سفر
أو تأشيرة عبور
في بوابات
المدن المنسيّة
خلف هذا الصمت
تختبىء كل الأحلام
التي بعثرتها الريح
في مدينتك
في قريتك
في حيّك
في أزقّة روحك
وأناشيد ماضيك
الجميل
وحيداً
يزنّرك الحنين
يأخذك عنوةً
إلى مرابع طفولتك
تجمع أوراقك
وتحاول من جديد
أن ترسم
وجوه من عبروا
في الذاكرة
فرحاً وأناشيد…
*حبيب الإبراهيم