يرجع المثل لقصة قديمة سنأتي على ذكرها ، ونشير إلى أن مثلنا اليوم ، يقال لمن يرفض الاعتراف أو الإقرار بأي هنات لمن يخصهم من الأولاد أو المقربين لهم ، لا بل يدافعون عنهم بجدارة و شراسة ، و يعتبرون أفعالهم صحيحة ، و غيرها لا نفع لها ، أو حتى لا وجود لها ، أما القصة فتعود لملك في زمان غابر ، أراد التسلية ، فطلب من رعيته الذهاب للغابة و احضار كل الحيوانات لإقامة ما يشبه المهرجان ، و اختيار الأجمل منهم، فانطلقت الرعية تلبية لرغبة ملكهم ، فعادوا و معهم تقريبا كل الحيوانات إلا القرد ، حيث حسب المتعارف عليه أن شكله قميء و تصرفاته رعناء ، حتى وجوده أو ذكره بين الناس يرافقها الاستبعاد، و قبيل بدء الحيوانات بالمرور في المسرب المخصص لها أمام منصة الملك ، انتبهوا إلى صيحات آتية من الجانب فالتفت الجميع ليشاهدوا القردة وصلت مستعجلة تجر ابنها ، و تريد الانخراط مع الحيوانات للمشاركة في المهرجان ، و باءت كل محاولات الرعية باستبعادها عن المشاركة ، إلا أنها رفضت و زاد اقترابها من مكان تجمع أبناء جلدتها و هي تدفع ابنها أمامها ، فاستغرب الملك ثم ضحك قائلاً : القرد بعين أمه غزال وهي إشارة إلى أن القردة ترى ابنها أجمل الحيوانات ، و بذلك كانت مثلاً .
شريف اليازجي
المزيد...