ــــــــــــــــــــــ
مُرّوا .. سِراعاً من دمي
فالنبض يُحييكم ..
مُرّوا سِراعاً.. من فمي
فغناؤهُ جمرٌ بأيديكم ..
مُرّوا .. على همس الأصابعْ
مُرّوا .. على لهبِ المواجعْ ..
مُرّوا زوابع .. صامتين َ
تمزقت أزهار هذا القلب ..
وانكسرت على كتفيَّ
أحلامُ الطريقِ
فأمطرتني
فوق ثغر قصيدتي
دمعاً .. تناثرَ كالشظايا ..
قبلةً .. لحبيبة تأتي ..
ولا تأتي ..
وقِدراً .. من حجاره ..
مُرّوا
ودوسوا هذه الدِّمَنُ التي عُرفت
تُطاولُ في قوائمها
لتخفي جذرها المشدود
من رحم القذاره ..
مُرّوا ..
فقد خلعت شواهدها قبور الأمسِ
كان لكل شاهدةٍ .. سؤالٌ
أمسكتني ..
ثم هزتني من الأعماق ..
– هل أبلغت أنبائي
إلى موتى ….؟
– مشيتُ .. مشيتُ
لكني …..
– وهل علقت أقماري على الشطآن ؟؟
-أوقفني نفير البحر
يكسرُ موجَهُ
ويعلّق الكفين في شطآنه
كي يُخرج السمك المحاصرَ
كانت الأسماك تعلو
مثل خيطٍ من دخانٍ ..
ليس للريح العنادُ ..
فلا تجادل
أو تُسائلُ
حينما وقفت بكامل عُريها
والفجر يطلع من ثنايا البحر
شكلاً .. آخر
فيسيل من شفتيه
ميناءٌ من اللحن الفلسطيني
أغنيةٌ .. يسابقها صداها
كانت الأسماك تعلو
مقلةٌ غضبى
فتُهدي رايةً .. لسحابةٍ
هي مزقةٌ من لحم أطفال المخيم
ثم تهبطُ
حين ترسم تحت قرص الشمس
قبة مسجد الأقصى ..
وتهوي ..
من حجاره …
عيناكَ
تشتعلان فينا
ضفتي حلمٍ
يسافرُ في دمانا شعلةً
وحمامةً ..
فاشهر يراعك ..»حنظله»
ليديك طعم البرتقال
وريشة الدم ما تزال
ولم يزل « ناجي العلي»
يعلو بنا
نحو انتهاء المرحله ..
أشهر يراعك «حنظله»
وانظر أمامكَ
أو وراءكَ
إن آلاف الحناظل
في حدود المسأله ..
ما جفّت الفرشاة
إن نفذت عصارة لونها ..
فعصارة القلب اتصال
بين قبّرتين
تنسدلان فوق هوية الطفل الفلسطيني ..
فاكمل ما تبقى من لهيب الجرحِ
وارسم رايةً
حجراً .. دماءً .. سنبله ..
أشهر يراعك حنظله …
يا أيها الولدُ المسافر في رؤاك ..
يا أيها الولد الملاك ..
حدِّق بهم
يتناوبونكَ كالدُّولارْ
يتراهنون على دماكْ ..
و يبعثرونكَ كالنهارْ
يتسامرون على رباكْ ..
سامر كحل