وعد غريب لغريب

غرباء يا جدّي !
وكيف يبرعم الزّهر المضمّخ بالعبير
على ضفاف القهر؟!
أو كيف الحدائق ترتوي
من نبع خضرتها
وصحراء الوجود
تدبّر الصفقات
كي تغتال ما في الكون
من طين وماء
*
غرباء يا جدّي
وفي ظلّ الحكاية
يستريح الليل
أو يرخي – كما شاء الزمان –
سدوله
وينوء بالحمل الثقيل
على مدارج دربه
وعيوننا تترصد الإصباح
خلف سواده
وعباءة مسمومة
في السّرّ تلبسنا
ويخلعنا خريف العمر
فوق بساطه
فتمرّ قافلة الحياة
ونحن ما زلنا نفتّش
عن دفاتر
نسكب الحسرات
فوق بياضها
ونلوذ بالدمع الهتون
إذا شعرنا بالصقيع
يمرّ قي نبض الشّتاء
*
غرباء يا جدّي!
وفي حبر القصائد
غصّة شهقت
فذاب الحرف
في صوت النّداء
*
غرباء يا جدّي
وفي متن الحكاية
لم نزل نصغي
إلى صوت الزّمان
يعيد دورته
وأحزان البنفسج
لم تزل ترنو
إلى صبح
يمرّ ضياؤه بين الشّعاب
فتستفيق على خطاه
حكاية أخرى
يمدّ لها الزّمان بساط رحلته
ويفتح من نوافذها دروباً
ليس يغشاها العناء
*
غرباء يا جدي!
وبعض حقائب الأيّام
مخبوء بداخلها
دفاتر غربة
لن تستكين إذا أتتها الريح
من كلّ الجهات
ولن تلين لدهرها
ستظل تبحث في عناقيد الكلام
عن الدّنان
وعن قناديل المحبّة
في عرائش كرمها
ستظلّ يا جدّي!
تنقّب في صناديق السّنين
عن الوعود
وعن بشائر فجرها
ستظلّ أغنية
تهلل لانتصار نشيدها
ستظلّ نرسم حلمها
عمراً يكلله البهاء
حباب بدوي

المزيد...
آخر الأخبار