533 طلباً نفذ منها 163 فقط ! مكتـــب ذوي الشــــهداء بمصيــــاف وخـــدمـــات العــــام المــاضـــــي

 مع بداية كل عام تتجدد الأماني لدى أسر الشهداء بتحسن الخدمات المقدمة لهم وتحقيق مطالبهم أو حتى جزءاً منها وما يدفعهم لهذا التفاؤل هو كثرة الوعود والتصريحات والتوصيات التي يسمعونها في كل مناسبة  حول ضرورة تحسين واقعهم وكيفية الارتقاء بالخدمات المقدمة لهم بما يخفف من معاناتهم ويعوضهم قليلاً بعد أن قدموا أغلى ماعندهم،  ولكن لا يطول تفاؤلهم كثيراً عندما يجدون على أرض الواقع مطالبهم ذاتها التي تقدموا بها منذ سنوات لم ينفذ أي منها وإنما تدور من عام لآخر.

لا جديد والمعاناة ذاتها
   منطقة مصياف  تصدرت مناطق المحافظة الأخرى بعدد الشهداء إضافة إلى أنها المنطقة الأفقر صناعياً و زراعياً وتجارياً ، هل لقي فيها أسر الشهداء وذووهم الاهتمام الكافي في عام 2019 وهل من جديد في عام 2020 أم أن الوضع ذاته يقتصر على التوصيات والإطراءات؟.
    العديد من ذوي الشهداء أكدوا بأنه لاجديد ، فالمعاناة ذاتها سواء المطالبة بتسوية أوضاع الشهداء المدنيين مع العسكريين من أجل الحصول على كامل الحقوق والامتيازات إضافة إلى المطالبات بإعانات مالية بسبب الأوضاع المعيشية القاسية، والتي تحظى بها أسر قليلة فقط وتحرم البقية رغم الحاجة الماسة للجميع.
و أضافوا : مطالبنا ليست مستحيلة فهل بات تأمين عداد مياه أو  عقد مؤقت أو تعبيد طريق أو تأمين مازوت التدفئة أو الحصول على وثيقة الاستشهاد لأبنائنا صعباً ؟.
إلغاء العقود الموسمية
    أما ما تحدث عنه فريق آخر من أهالي الشهداء بقهر وتحديداً ذوي الشهداء من القوات الرديفة كونه يوجد قسم منهم لا يتقاضى أي راتب، هو إيقاف توظيفهم بعقود شهرية حيث قالوا  : منذ بداية العام الحالي صدمنا بالقرار فعندما كنا نراجع مكتب الشهداء في مصياف للتقدم بطلب توظيف بعقود شهرية كانت الإجابة: إنها توقفت. لتتوقف معها آمالنا صحيح أن 3 أشهر هي ليست وظيفة والفائدة منها لوقت محدود ولكن البحصة تسند الجرة فهذه العقود تساعد الأسر إلى حد ما، فمنها مايكون في موسم المؤونة أو المدارس أو المازوت ، وللأسف بدلاً من التفكير بتوظيفنا بعقود لمدة عام بدلاً من 3 أشهر تم إيقافها نهائياً.      
صناديق التنمية
     أما ما سأل عنه الجميع فهو السبب في عدم إحداث مكاتب جديدة للتنمية في قرى إضافية وعلى حد قولهم  :  منذ 3 سنوات لم يتم إحداث صناديق جديدة علماً أنه لاتوجد قرية في ريف مصياف إلا واستقبلت الشهداء، وحال الأهالي في جميع القرى واحد وهو وضع معيشي قاسٍ، فلا موارد ولا أراضٍ ولا صناعة في المنطقة .
   رخص أكشاك
أيضاً من المطالب التي تحدثوا عنها ولم يتم تحقيقها هي حقهم في الحصول على رخص أكشاك بما يعود عليهم بالفائدة في هذه الظروف، فالموافقات الممنوحة لهم قليلة جداً في هذا المجال .
وللجرحى همومهم
أيضاً الجرحى كان لهم نصيب في الحديث حيث قالوا : يجب أن تكون نسبة إصابتنا 100 بالمئة حتى يرأفوا بحالنا وأوضاعنا.
متسائلين : ماذا تكفي رواتبنا؟ نحن سنجيب: هي بالكاد تكفي ثمن أدوية، فلا إعانات ولاقروض ولا رخص أكشاك.
مستمرون في عملنا
مديرة مكتب الشهداء في مصياف ميسم عيسى قالت: لا جديد في عملنا المتمثل باستقبال وتسجيل طلبات أسر الشهداء وذويهم ومتابعتها مع الدوائر الرسمية وتنفيذ ما هو بإمكاننا، علماً أنه لا توجد لدينا أية صلاحيات وإنما بجهود شخصية ومتابعة يمكن أن نلبي بعضها كمساعدة هذه الأسرة أو تلك بالحصول على عداد مياه أو تعبيد طريق أو منحهم سلة غذائية أو مساعدتهم بتعبيد طريق أو توجيههم إلى تقديم طلبات لصندوق المعونة الاجتماعية أو التنمية الريفية ، وهذه ليست خاصة بالشهداء إنما الأفضلية لهم حيث يتم منحهم قروضاً لتمويل مشاريع صغيرة.
وفيما يخص إلغاء العقود فقد وصلنا كتاب رسمي يتضمن إلغاء كل العقود الموسمية (3 أشهر) لعام 2020 ونحن ملزمون بتنفيذ القرار .
خطة لنفقات الأدوية المزمنة
وأضافت : حالياً توجد خطة لتغطية نفقات الأدوية المزمنة لذوي الشهداء نأمل ألاَّ يأخذ تنفيذها وقتاً طويلاً ، أما ما نأمله حقيقة هو تعاون حقيقي وجاد من قبل الدوائر الرسمية لنكون قادرين على تلبية ولو جزءاً من مطالب أسر قدمت أغلى ماعندها.
533 طلباً خلال 2019
أما الخدمات التي قدمت خلال العام الماضي لأسر الشهداء مع عدد الطلبات المقدمة فهي 262 طلباً للتوظيف بعقود 3 أشهر نفذ منها 94 طلباً و25 طلباً لتسجيل شهيد مدني نفذ منها 13 طلباً و75 طلباً لمنحهم رخص أكشاك نفذ منها 18 طلباً و16 طلباً لتسليك طرقات نفذ منها 4 طلبات فقط .
7 طلبات معونة فقط
أما عدد طلبات المعونة التي قدمت خلال العام الماضي فهي 37 طلباً نفذ منها 7 طلبات مشيرة إلى أن طلبات منح المستلزمات الطبية والبالغ عددها 14 طلباً هي الوحيدة التي نفذت بالكامل ، وأيضاً يوجد 3 طلبات لترميم منازل لم ينفذ منها شيء، و101 طلب تضمنت الحصول على رخصة غاز أو منح مازوت تدفئة أو تسمية مدارس بأسماء الشهداء نفذ منها 13، ليكون مجمل عدد الطلبات المقدمة 533 طلباً نفذ منها 163 طلباً.
ونحن نقول :
شكواهم ليست من فراغ وإنما من معاناتهم الممزوجة بآمالهم بأن يتم تلبية مطالبهم ، وألا يقتصر الأمر على التوصيات التي لا تطعمهم من جوع .
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار