تغمر الأراضي الزراعية.. والجهات المعنية تتفرّج ميــاه الصـــرف الصحــي تنــذر بكارثـــة فــي تيزيــن والشــيحــة

يبدو أن مشكلة مياه الصرف الصحي في حفرة تجميع المياه للصرف الصحي القادم من تيزين والمحفورة على محاذاة الأراضي بين البلدتين / الشيحة وتيزين / لم تحل ولم تجد لها طريقاً سوى أن تغمر الأراضي الزراعية لفلاحي البلدتين وتتلف محاصيلهم على مر السنوات.
ففي كل عام يأمل المزارع أن يجد فرجاً وحلاً جذرياً لمشكلة هذه الحفرة الفنية التي حفرتها بلدية تيزين، ومع بداية كل موسم يـتوقع المزارع عدم امتلاء هذه الحفرة بمياه الصرف الصحي والمياه الهاطلة التي تتجمع مع بعضها لتفيض من جديد وتحرمه تعب السنة، ويذهب محصوله كأن شيئاً لم يكن لتلحقه أضرار مادية وأعباء من الديون التي أثقلت كاهله وتحرمه من الذهاب إلى أرضه.

قديمة حديثة
المشكلة قديمة وتتوقف معالجتها على تنفيذ المشروع الإقليمي الذي يمر بمحاذاة طريق مصياف – تيزين ليصب في نهر الساروت ويرفع عن مئات المزارعين الحرمان من محاصيلهم وأراضيهم، والمتوقف منذ أعوام فهل يجد المزارع الحل الجذري لتنفيذ هذا المشروع الذي كان يأمل كل عام بتنفيذه!
وقد سبق للفداء أن نشرت هذا الموضوع في العام الماضي بتاريخ 19 شباط، وعلى وعد أن يوضع هذا المشروع في الخطة ويبدأ العمل به ويبقى (الكلام كلاماً والحروف حروفاً…!)
في هذا العام وكالعادة غمرت مياه الصرف الصحي والأمطار عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية وأتلفت محاصيل استراتيجية ومنها القمح والشعير وحرمت المزارعين من محاصيلهم .
حرمان
في لقائنا مع عدد من المزارعين ومنهم عبد السلام الجزار وعز الدين الجزار وقصي نبهان وخالد البوشي وعلاء الأطرش، وغيرهم من أهالي حي الشيحة شكوا لنا عن قيام مجلس بلدة تيزين بتنفيذ حفرة فنية ومسطحات لجمع مياه الصرف الصحي والأمطار في الأراضي الزراعية والمسماة البحرة بالقرية وهذه المسطحات والحفرة في موسم الشتاء تمتلئ من المياه بنوعيها وتفيض باتجاه الأراضي الزراعية التابعة لقرية الشيحة وتيزين وتغمر مئات الدونمات وتحرمنا من أراضينا ومحاصيلنا.
لاحل..!!
والأمر لايختلف كثيراً عن مزارعي تيزين ومنهم : أحمد صطيف وجمال المصري وأحمد المصري وعبد الله المصطفى وأحمد عوض خلوف وخير الله خلوف الذين أكدوا أنه مع بداية كل موسم نبدأ بالفلاحة وإعداد الأراضي على أمل أن تكون هذه السنة مختلفة عن سابقتها وتحل مشكلة الحفرة لكن في هذا العام وبسبب الأمطار الغزيرة، فاضت هذه المسطحات وغمرت عشرات الدونمات ووصلت إلى حدود بعض المداجن وحرمت عشرات المزارعين من محاصيلهم التي ينتظرونها بفارغ الصبر وحرمتهم من الوصول إلى أرضهم واستثمارها.
في العام الماضي عاينت لجنة من المعنيين الأراضي والمياه التي غمرت عشرات الدونمات ووعدت بالحل ووضع المشروع الإقليمي للصرف الصحي وتحويله إلى مصب نهر الساروت وحل هذه المشكلة، لكن بقيت هذه الوعود حبراً على ورق.
بعض المزارعين نفذوا سواتر ترابية لحماية أراضيهم لكن هذه السواتر لاتفي بالغرض ولاتحل المشكلة كونها تحدث مشكلات في الري واستثمار الأراضي الزارعية وتعيق الحركة وتحرم بعض المزارعين من الوصول إلى أراضيهم واستثمارها.
ونطالب الجهات المعنية بضرورة ردم هذه المسطحات والحفر وتنفيذ المشروع الاستراتيجي لخط الصرف الصحي الذي يخدم عدة قرى ومنها تيزين التي تضرر مزارعوها كما تضررنا من جراء هذه المياه.
أضرار كبيرة
من جانبه أكد رئيس وحدة إرشادية تيزين المهندس ابراهيم الحسين أن المزارعين الذين تقع أراضيهم حول الحفرة الفنية تلحقهم أضرار كبيرة وتغمر هذه المياه مساحات واسعة من هذه الأراضي نتيجة الصرف الصحي والمياه الهاطلة وعدم تصريفها وتقدر هذه المساحات بنحو 1000 و2000 دونم وتحرم المزارعين من محاصيلهم علماً أن أغلبهم يعد الأرض ويزرعها وبتكاليف باهظة يخسرها، وبالتالي يخسر المزارع محصوله الذي ينتظره بفارغ الصبر.
ونحن باسم الوحدة الإرشادية رفعنا كتاباً يتضمن تعويض المزارعين عن هذا الضرر الذي يلحق بهم نتيجة هذه المياه، كما يتضمن الكتاب الإسراع في وضع حل جذري لهذه المشكلة القديمة والتي تتكرر بشكل سنوي وتحرم عشرات المزارعين من محاصيلهم.
مراسلات على الورق
أما رئيس مجلس بلدة تيزين عدنان الشيحان فأكد أن المجلس عمل على مراسلة المحافظة حول موضوع الصرف الصحي كما عمل على مراسلة شركة الصرف الصحي بعدة كتب للإسراع في تنفيذ هذا المشروع الإقليمي والذي يمتد من بلدة تيزين باتجاه مصب نهر الساروت ويخدم عدة بلدات وقرى ومنها تيزين ويرفع عن مزارعي هذه البلدة المعاناة السنوية في غمر الأراضي الزراعية الواقعة حول الحفرة الفنية لتجميع مياه الصرف الصحي القادم من بلدة تيزين.
وآخر هذه الكتب كان برقم 81/4/2 تاريخ 9/1/2020م والمتضمن قيام مديرية الزراعة بالكشف على المساحات المغمورة من الأراضي الزراعية بجوار الحفرة الفنية وبعد الكشف على الأراضي تبين أن مياه الأمطار الوفيرة قد ملأت الحفرة الفنية والأراضي التي بجوارها، علماً أنه تم دراسة مشروع مصب المحور الإقليمي باتجاه نهر الساروت لتجمع القرى المذكور وتم إدراجه في خطة الشركة العامة للصرف الصحي بحماة للعام 2009م وإلى الآن لم يتم التنفيذ.
المشروع قيد التصديق
ومصدر في مديرية الإسكان أكد أن المشروع الإقليمي لمحور الصرف الصحي للمنطقة الممتدة من تيزين إلى مصب نهر الساروت في قرية جرجرة تم التعاقد عليه بين المديرية ووزارة الموارد المائية وقد تم إعادة دراسته بقيم جديدة تقدر بـ 4ر1 مليار ليرة ورفع المقترح إلى اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء وحتى الآن لم يتم الرد على هذا المشروع الحيوي والهام.
خاتمة:
يبقى المزارع ضحية هذه الكتب التي لاتفيد، ويبقى محروماً من محصوله على مر السنوات الماضية وحتى الآن وهو ينتظر الفرج والحل الجذري لهذا المشروع المهم.
فهل تشهد الأيام المقبلة والقريبة حلاً لمشكلة الأراضي التي غمرتها مياه الصرف الصحي وتنذر بحدوث كارثة حقيقية في المنطقة علماً أننا زرنا الموقع وشاهدنا المساحات الواسعة من هذه الأراضي التي غمرتها هذه المياه الآسنة والتي تجعل من التربة غير صالحة للزراعة وتحرم عشرات المزارعين من محاصيلهم؟.
تحقيق: ياسر العمر

المزيد...
آخر الأخبار