لم أتمنَ يوماً الموت، احببت أن اخوض هذه الحرب حتى اعرف أين سترسو مِرساتي ، أحببتُ أن أكمل القتال حتى لو نفد الدم مني ، لم أتخيل يوماً أن انسحب من معركتي هذه ، وددتُ أن أقاوم حتى أفقد الشغف، لكن لم أكن أنوي فقدانه على أيّة حال ، ثم استمريت ، كنت أذوق الأمرين حتى أنهض من جديد ، خالطتني أفكار متشائمة عدة لكني لم أعقد اتفاقاً معها، فمضتْ تحمل نفسها و رحلت، استمديت القوة من نفسي ، من داخلي الذي لطالما ما انطفأ حتى لو أكلته النار.. حتى لو ابتلعته الخيبات ، أخذت القوة من غاياتي النبيلة التي أرنو إليها ، أحلامي التي بنيت فيها حياة كاملة خلف الظلام، لم أكن أرى سوى الطرف الآخر من الضفة ، حيث اللون المشرق و الضياء ، صفاء النفس ، حملت أسلحتي وعاركت ، على الرغم من كثرتهم و وحدتي، تكون المعركة أشد صعوبة حين يتعدد الأعداء والمحارب وحيداً !
الالتفات في هذه اللحظة دون أن نجد المُعين حولنا أمر يجعلنا نَقوى بأنفسنا أكثر..
والآن، لاتزال هذه المعركة قائمة، مازلتُ أحارب بكل ما أملك من عتاد ، أقاوم كل شيء بشراهة حتى لا أُهزم ، مازلتُ أضخ الدم لأحشائي حتى أُنهي عراكي بما تشتهيه نفسي ، حتى الآن أردع الأمواج التي تتلاطم باتّجاهي و أخبرها أني لستُ الرمل لتسحبني ثم تغرقني، لستُ معتادة على الخسارة على أيّة حال !
والآن، أنا رهينة النصر ، ثم في النهاية سنشهد أن هزائمنا ترفع رايتها البيضاء و تشهدنا أننا منتصرون ، لا محال ، أنا أثق بنفسي .!
شهد نصر الله الرحال
كلية الصيدلة الجامعة الوطنية