ضعف شبكة النت في قرى وغيابها عن أخرى بمصياف الاتصـــالات تـــؤكـــد أن الـــوضـــع جيـــد والخــــدمـــات ممتــــازة!

 رغم أن التوصيات والتعليمات من قبل وزارة الاتصالات  تؤكد على ضرورة تحسين خدمة الاتصالات بشكل عام والإنترنت خاصة وذلك استعداداً لدخول شركات خاصة بالعام 2022 منافسة للسورية للاتصالات، وضرورة الاعتماد على الشبكات والكوابل الضوئية وتقليص الاعتماد على الشبكات النحاسية غير القادرة على مواكبة التطور، إلاَّ أن الخدمة  لما تزل تتفاوت من منطقة إلى أخرى، ففي مناطق نراها جيدة وسرعتها مقبولة وفي مناطق أخرى لاتصل إلى أصحابها إلا ساعة واحدة طوال اليوم، أو تأتيهم في الليل أو في ساعات الصباح ليحرموا منها بقية النهار.

تأتينا كالضيف الخجول
تقول هناء:  لا نستطيع التأخر يوماً واحداً في تسديد ما يترتب علينا من رسوم وفواتير في الوقت الذي تأتينا به الشبكة كالضيف الخجول ساعة وتغيب، وتغيب معها كل أعمالنا المتعلقة بالشبكة، ومن المعروف أن هذه الأعمال أصبحت كثيرة في عصر التكنولوجيا، وإن جاءت فهي بطيئة جداً، فلا يمكن التصفح أو التحميل علماً أن المشكلة ليست دائماً بالسرعة، فهناك من لديه خطوط قوية وسرعات عالية ومع هذا فإن الشبكة ضعيفة.
قرى بعيدة عن المقسم
محرومة من الخدمة
أما المعاناة الأكبر والشكاوى الأكثر التي وردت فهي من القرى التي تبعد عن المقسم أكثر من مسافة 2ونصف كيلو متر، ولم ينفذ فيها وحدة نفاذ فهذه القرى محرومة من الخدمة وهذه شكوى من الأهالي في قرية ربعو التابعة لمنطقة مصياف  من غياب الشبكة وإن وجدت فهي بطيئة جداً ولايمكن تحميل أو تصفح أي موقع.
ليست من الكماليات
تقول أليسار طالبة معلوماتية سنة ثالثة: هل من المعقول أنني كلما أحتاج إلى تحميل محاضرات أو معرفة أي جديد بالجامعة – كونه الاعتماد كلياً لنشر كل جديد على الشبكة-  أضطر للمجيئ إلى مصياف من القرية، علماً أنه لدينا بوابة في البيت، ولكن الشبكة إن جاءت فهي جداً ضعيفة وتتابع قولها: للأسف حتى اليوم مازلنا نتعامل مع الإنترنت على أنها من الكماليات علماً أنها من الضروريات وفي مقسم المشرفة ودير ماما والدليبة الوضع ذاته وشكاوى مستمرة من ضعف الشبكة وصعوبة التصفح أو التحميل. 
كل مرة الحجة ذاتها
ويزداد الأمر سوءاً عندما يتعلق الموضوع بالدوائر الرسمية التي يتطلب عملها وجود شبكة إنترنت قوية، كما هو الحال في المصارف أو تسديد الفواتير أو تقاضي الرواتب  أو في الصرافات وغيرها من الخدمات الملحة للمواطن، والتي يضطر فيها للرجوع إلى هذه الدائرة أو تلك عدة مرات حتى يتسنى له الحصول على خدمته .
مزعج
يقول حسين فاضل: قد يكون الأمر من باب المصادفة إلا أنه عندما يتكرر يصبح  مزعجاً فأنا مثلاً ـ وأعتقد مثلي الكثيرين ـ مضطر للقدوم إلى مصياف من القرية  لتسديد فاتورة المياه أو الهاتف أو قبض راتب وفي كل شهر أضطر للمجيئ أكثر من مرة لأنني لا أستطيع أن أنهي جميع أعمالي في يوم واحد وغالباً شبكة النت هي السبب .
وبالعيادات أيضاً
المواطن جمال عبود يقول: ليس فقط في الدوائر الرسمية وإنما أيضاً في عيادات الأطباء أو في الصيدليات فكثيراً ما نحرم من الخدمة ومن الاستفادة من بطاقة التأمين بسبب ضعف الشبكة لأن غالبية الأطباء أو الصيادلة يتأففون من ضعف الشبكة وبحجتها يتم إلغاء التعامل بها.
الوضع جيد
رئيس شعبة الإنترنت في اتصالات حماة المهندس بشار المحمود قال: الوضع جيد فيما يخص خدمة الإنترنت على مستوى المحافظة ولايوجد أي اختناق، وإنما قد تكون الحالات فردية ناجمة عن عطل في التمديدات وهذه الحالات  نتابعها بعد تقدم المواطن بتسجيل شكوى من خلال الرقم 100 مركز خدمة الزبائن، وأضاف: قد  تضعف الجودة في قرى تبعد عن المقاسم أكثر من 2 ونصف كيلو متر.
تنفيذ مشاريع جديدة مرهون بالإمكانات
مدير فرع اتصالات حماة المهندس منيب الأصفر قال: لاتوجد أية أعطال بالشبكة إنما قد يكون العطل فردياً يتعلق بالتمديدات أو أحياناً يكون المشترك لديه سرعة 512 ويوجد ضغط على الشبكة، أي أكثر من موبايل في وقت واحد، وبالنسبة للقرى فقد تم تركيب مقاسم في غالبية القرى وتحسنت الخدمة بشكل ملحوظ، أما قرية ربعو فهي تبعد نحو 4 كم عن المقسم وتحتاج إلى وحدة نفاذ خارجية وتحويل من الكابلات النحاسية إلى الضوئية، وهذا غير متاح حالياً لأن ذلك مرهون بالإمكانات المتوافرة وأضاف: يوجد خطة حالياً في منطقة مصياف  لتحويل الشبكة المعلقة إلى أرضية في كل من قريتي حنجور وجب رملة إضافة إلى استكمال مشروع توسع الشبكة في مصياف المدينة المتوقف حالياً بعد أن أنجز حوالى 40 بالمئة منه.
وأخيراً نقول:
ما يدعونا للتساؤل هو أن المؤسسة العامة للاتصالات تستمر في مشاريع التوسع في بوابات الإنترنت ويتم تركيبها والمواطن يسجل لديها أملاً بالحصول على الخدمة،  وفي الوقت ذاته يعاني المشتركون من سوء الخدمة وضعف الشبكة فهل سنشهد تحسناً في الأيام المقبلة أم  المعاناة ستبقى مستمرة؟
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار