نشرت د. بشرى عباس في صفحتها رأي(شولميت فايرستون) في تعرية نظريات فرويد، وهذا هو الرأي
كان هناك ردود مُعاكسة و كُتبٌ، و ازدهرت مِهن، و صنع بعضهم لنفسه اسماً. حدث كل هذا بسبب التناقضات في عمل فرويد. و بكل بساطة صنع بعضهم اسماً لنفسه بتناوُل قسم صغير من عمله كدحض رغبة الموت أو حسد القضيب مثلاً، و بعضهم الآخر كان أكثر شجاعةً و طموحآ و هاجم كل سخافات العمل بالمجمل. و ذهب بعض المثقّفين إلى ما هو أبعد من هذا و تحدّثوا عن انحدار المجتمع الفكري في أمريكا بسبب استيراده للتحليل النفسيّ. و في مواجهة هذا الامتثال للفرويديّة أُسِّست مدارس السّلوكيّة التجريبيّة. و بالتدريج و مع كل هذا تمّ تفكيك الفكر الفرويديّ و انهارت أهم عقائده، الواحدة تلو الأخرى، و لم يعد هناك شيء يمكن مُهاجمته.
لم ينتهِ عمل فرويد رغم أنّ العلاج بالتحليل النفسيّ أثبت عدم فاعليّته و أنّ أفكار فرويد عن جنسانيّة المرأة خاطئة تماماً إلّا أنّ مفاهيمه لا تزال مُتداولة، و الأطباء مستمرّون في ممارستهم لها. و في نهاية كلّ نقد جديد تجد تسبيحة نادمة (للأب العظيم) الذي بدأ كلّ هذا. لا يمكنهم أن يتخلّصوا منه.
و لا أعتقد أنّ الاعتراف، بعد كل هذه السنين، بأنّ (الامبراطور كان عارياً) ناجم عن قلّة شجاعة فقط. لا أعتقد أنّ الأمر كذلك حقاً لأنهم لا يستطيعون أن يخرجوا من تحت عباءته . أعتقد أنّه و في معظم الحالات كانت النزاهة التي دفعتهم إلى مُساءلة الأمر هي ذاتها ما منعتهم من تدميره بالمرّة؛ فـ (وعيهم) يُملي عليهم (ببداهة) ألّا يتجرّؤوا على القيام بضربة الفأس الأخيرة.
و حتى فترة معينة لم تكن نظريات فرويد مُثبتة تجريبياً، وقادت الممارسة العياديّة للفرويدية إلى (خلافات) حقيقية إلى درجة أنّه و منذ عام ١٩١٣ يمكننا أن نرى أنّ التحليل النفسيّ أصبح المرض المزعوم علاجه مُسبِّباً لاضطّراباتٍ عصبيّة جديدة بدلاً من الاضّطرابات القديمة. فجميعنا لاحظ كيف أنّ العلاج جعلهم أكثر انغماساً في ذواتهم أكثر من ذي قبل، و قد تطوّر الأمر إلى حالة العُصاب (الواعي) المُشبع (بالارتكاسات) و (التحوّلات) المُلتاعة و المونولوجات المُعذّبة، و لكن ما زلنا نشعر بوجود حقيقة ما في هذا العلاج. و رغم طغيان التشويش على هذا العلاج إلّا أنّنا عندما نسأل السؤال التالي: هل كان مفيداً؟ أو هل كان يستحق كل هذا؟ لا يمكننا دحض كل ما جاء به تماماً.
أحاط فرويد بمُخيّلة و حضارة قارّة كاملة، و حدث هذا لسببٍ وجيه. رغم أنّ عمله قد يبدو على السّطح غير مُتماسك و لا منطقيّ أو (غير تقليديّ) إلّا أنّ التّابعين له و بمنطِقهم الحذِر و تجاربهم و مراجعاتهم لا يسعهم تقديم ما يُضاهيه.إنّ الفرويديّة مشحونة جداً، و رفضها مستحيل لأنّ فرويد فهم عصب المشكلة في الحياة العصريّة ألا و هو الجنسانيّة.