كان على الشاعر اسماعيل عامود المولود في سلمية عام 1928 والمشهور كأحد رواد قصيدة النثر في سورية، ومن أيام طفولته المبكرة أن يصارع الهم منذ بدأ يتنقل مع أسرته بين المحافظات السورية بسبب ظروف عمل والده.
وعندما استقر به الحال في مسقط رأسه « سلمية « بدأ يعي الحياة وعي الكبار، وخاصة بعد أن ماتت أمه باكراً . ومع هذا الهم الباكر، وبعد أن اجتاز سنوات الدراسة الابتدائية الأولى ، بدأ شغفه بالقراءة والاستماع إلى أحاديث وحوارات الكبار.
اضطرته ظروف الحياة للعمل الباكر، ولكنه لم ينقطع عن التحصيل الدراسي والمعرفي، لتظهر موهبته المبكرة، وليلجأ المعنيون في الجيش والقوات المسلحة – حيث اختار أن يعمل- للعهدة إليه بوظائف تنسجم وشاعريته النامية.
بدأ النشر في أواخر الأربعينيات في صحف ومجلات متنوعة، وأصدر ديوانه الأول (من أغاني الرحيل) عام 1959، معلناً عن تجربة مهمة له في الشعر العمودي، رغم أنه اشتهر كأحد رواد قصيدة النثر )(1) .
شارك مع جمع من الشعراء والأدباء في سورية بتأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1969 ، وتولى فيه بعد ذلك أكثر من مهمة أدبية .
توالت إصداراته بعد ذلك فكانت المجموعات التالية :
كآبة – قصائد نثر 1960
التسكع والمطر – قصائد نثر 1962
أغنيات للأرصفة البالية – منوع 1972
أشعار من أجل الصيف – قصائد نثر 1977
الكتابة في دفتر دمشق – قصائد نثر 1978
السفر في الاتجاه المعاكس – قصائد نثر 1979
العشق مدينة لا يسكنها الخوف – شعر إيقاعي 1984
عمل بعد تقاعده مع الأديب مدحة عكاش في مجلة الثقافة ، وكان له دوره في رعاية الأدباء الشباب في تلك الفترة .
وفي أواخر الثمانينيات وبعد وفاة زوجته الأولى أم فداء ( عائشة اللحام ) عاد إلى سلمية مدينته .
وصارت داره مقصداً للأدباء والمهتمين ، فاشتهرت مصطبة ( أبي الفداء ) التي كتب عنها الكثير من الأدباء .
وبعد ذلك شارك في صالون محمد عزوز الأدبي ، وصار حضوره وحديثه الأسبوعي أساساً في لقاءات هذا الصالون بمدينة سلمية .
وأصدر بعد ذلك :
إيقاعات في أنهار الشعر – عمودي 1992
خبز بلا ملح – قصائد نثر1997
قلت للجميلة – شعر عمودي 1999
وبعض الشعر عذب – دراسة 1999
الأعمال الكاملة – قصيدة النثر 2003
دراسات في شعر جميل – 2006
حصاد في البكور – دراسة 2007
كرمته جهات عديدة في سورية ومدينته سلمية ، ولطالما ترك ذلك في نفسه الانطباع الأجمل في حياته .
أقعده المرض العضال في البيت في سنوات عمره الأخيرة ، تعتني به زوجته الثانية ( رجاء خضور ) ويستقبل زواره ويتابع أخبار الأدب .
حتى أثقل عليه المرض أواخر كانون الثاني 2015 ليفارق الحياة في منزله في 3 شباط 2015 .
وأقيم له حفل تأبيني شارك فيه لفيف من الأدباء والأصدقاء في ثقافي سلمية بعد مرور 40 يوماً على رحيله .
(1) مقدمة الفصل الخاص به في كتابي « شعراء سلمية « 2010
من كتابي ( راحلون في الذاكرة ) الألف الأولى – قيد الطبع.