أعتقد جازمة أن معظم ما يكتبه الناس عن علاقاتهم التجريدية التكعيبية السريالية المتفردة بالقهوة هي عبارة عن هراء، فالعلاقة مع القهوة ليست إلا علاقة وهمية أو بعض الأحيان علاقة إنسان بحبوب بن وماء بعد قليل تتحول إلى إدمان.
كلمة القهوة كلمة صغيرة إلا أن فيها جمالاً كلاسيكياً قد يفتن لب المرء ويقود عقله الباطني إلى ربط هذه الكلمة مباشرة بالثقافة والعقلانية والفلسفة وهلم جرا، أما بالنسبة لعلاقات القهوة فهي علاقات مبهمة أشد الإبهام علاقات ما هي إلا مجاز، فما القهوة إلا مشروب نحتسيه بين الفينة والأخرى مع شخص علاقتنا به لا تتعدى حدود فنجان القهوة، فمثلاً: لو فرضنا اختفاء اختراع القهوة لأصبحت علاقاتنا بهذا الشخص باردة برود القطبين مجتمعين، لذلك أعتقد أن نجم القهوة مالمعَ إلا من هذا السبب، أي ربطنا علاقتنا بالقهوة، وباعتقادي لو أننا ربطنا علاقاتنا بالأشخاص بمقدار انجذابنا إليهم وتفاهمنا معهم لاستمرت علاقات الجيران والأصدقاء إلى الأبد، أما إن ربطت علاقاتنا بالقهوة فستكون مثلها تماماً مهما كان دفء رائحتها باهراً سيأتي وقت وتبرد وتصبح غير مستساغة .
لانا النبهان