تُجبرني هذه الأيام على عكسِ ما سبقها أن أتغيرَ، لم أكن أعلمُ أن الاقترابَ من عمر العشرين أمرٌ مكلفٌ لهذه الدرجة!
ما بينَ أمانينا بأن نكبُر و يشتد عودنا وبينَ حسرتنا على ما فاتَ من عمرنا ، الذكرياتُ الجميلةُ تلكَ التي تحتلُ جزءاً واسعاً من الذاكرةِ والتي تعصفُ بدواخلنا تنبئ لنا أنَ القادمَ اسوأ بكثيرٍ ، حسرتنا لن تنفعَ مهما تلاعبتْ بنا، لكنها لربما تعيدُ فينا الوعي، أو ربما تجعل منّا الأشخاص الأكثر قوة، أن تجعل منها لبنة أو ركيزة لنستند بأنفسنا أكثر، ثم تكسبنا المتانة وتحوك لنا رداء عدا ما سبقه، أن تعيد منا قليلاً مما سلبته أيامنا يوماً.
معركتنا دائرة على حدود أحلامنا، فإمّا النصر أو لتقم علينا هذه الأحلام مأتماً تشهد فيه خسارتنا، ولكن _ لن يسهل علينا أن نقع ضحايا، ثم من الواجب ألا نكون كذلك! أدرك أن أعمارنا لم تتخطَّ حذو العقد الثاني، ولكن داخلنا يحتفل بميلاده السبعين!
التجاعيد والكِبر طغت على قلوبنا، فهرمنا قبل ميعادنا!، الانكسارات و النكبات هشمت أرواحنا والتهمتها بشراهة!
كل عام يمر يحمل معه ريحاً، فإما ورداً ينعشنا أو هواء يخنقنا.
أمر مؤسف أن تمضي حياتنا حبيسة أيامنا! البؤس يطل أحياناً ليفرش جناحه ويحلق بنا حيث يشتهي ، ثم ننهض ليتكرر بعدها المشهد ذاته، دور البطولة يتجسد في جعل الأحداث أكثر حماسة! أن تكون الأحداث مبنية على الإثارة لإعطائها طعماً حلواً أو شيئاً من هذا القليل!
وبالتالي، نحن أبطال حكاياتنا، بدءاً من كان يا ما كان، حتى قول النهاية!، ونحن محراك السيناريو والمكلفون بجعلها أكثر امتاعاً عن سواها !
ولربما لسنا الأبطال!
لربما كنا الكتّاب ذاتهم ، فهنا يسهل الأمر ونتمكن من صياغة الأحداث و إكسابها لوناً زاهياً لتبدو بحلاوة كما نشتهي!
هذه الأيام ستمضي ، سواء كانت حلوة أم لا ، و لن تخلو من الأمرين، لنكن على الاتفاق أننا نريد أن
نحيا لا نذبل في بداية العمر ، الاستعداد للمواجهة أفضل دوماً من الهزيمة ، تصالحنا مع أيامنا أفضل من كلا الأمرين!
لذلك ، لنكن متصالحين !.