في عيده الخمسين . . . اتحاد الكتاب العرب يكرّم أعضاءه في حماة

في خطوةٍ غير مسبوقة في تاريخ اتحادنا – اتحاد الكتاب العرب – إن لم تكن في تاريخ العمل المؤسساتي في سوريتنا , في خطوة تعكس اهتمام قيادة الاتحاد بحال الأعضاء وسعيهم في العمل على تحسين أوضاعهم المعنوية والمادية، قام رئيس الاتحاد الأستاذ مالك صقور وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي صباح الأربعاء في الخامس من شباط وبالتعاون مع مديرية الثقافة في حماة.
وبتكريم جميع أعضاء الاتحاد ( مادياً) في فرع حماة دون استثناء، كما تم أيضاً توزيع شهادات التكريم على عددٍ من زملائنا الأدباء الذين أثروا المكتبة العربية عامة والسورية خاصة بمنجزهم الإبداعي ,أدباء لهم تجربتهم الثرة الباذخة والتي امتدت لعقود من الزمن وشكلت مرجعاً وما زالت لدى الكثيرين من طلاب الفكر والأدب والثقافة في سورية وخارجها.
بداية رحّب الزميل مصطفى الصمودي رئيس فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب بالسادة الزملاء القادمين من دمشق ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي ومن ثمّ ألقى رئيس الاتحاد كلمة مقتضبة تحدث من خلالها عن كيفية تقديم المبنى المكون من ست طبقات في دمشق – اتوستراد المزة – هدية من قبل القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله هذا المبنى الذي ما زال جميع الزملاء ينعمون بعائدات استثماره وتحدث أيضا عن لقاء السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد مع عدد من الزملاء الأعضاء وببعض أعضاء الأمانة العامة للأدباء العرب الذين حضروا إلى سورية للمشاركة باحتفالية الاتحاد بالذكرى الخمسين لتأسيسه والتي حظيت حينها برعاية رسمية من السيد رئيس الجمهورية.
وبعد ذلك ألقى الشاعر محمد عدنان قيطاز قصيدة شعرية بهذه المناسبة تحت عنوان ( بعد خمسين) تحدث فيها عن دور الكتاب في انتصارهم الدائم للخير وللحب وللجمال ومما جاء فيها :
بعدَ خمسينٍ أيّها الكتّابُ ولم يزل حرفكم هو الغلاّبُ
ولكم كلُّ خطرةٍ من بيانٍ للمعالي وكلّ سحر عجابُ
أيها المبدعونَ في كلّ يوم أنتمُ الحقّ ساطعا والصّوابُ
بعد ذلك تم توزيع شهادات التكريم على الزملاء وهم :
أستاذ الأساتذة كما يطلقون عليه في مدينتنا حماة وصاحب الثقافة الموسوعية من جهة التراث والمعاصرة أيضا إنه الباحث والمترجم عبد الرزاق الأصفر وهو الآن في العقد التاسع من عمره وله ماله من بصمة في التأسيس لمشهد ثقافي حموي أصيل منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي ومن أهم إصداراته والتي أصبحت في ما بعد مرجعاً هاماً لدى الباحثين على سبيل المثال كتابه معجم الأساطير اليونانية وأيضاً كتابه (المدارس الأدبية لدى العرب).
ومن المكرمين أيضاً الأديب والباحث والشاعر محمد عدنان قيطاز والشاعر المعروف محمد منذر لطفي وكذلك الشاعر عبد المجيد عرفة والشاعر رضوان حزواني والشاعر والباحث والمسرحي ورئيس هيئة فرع حماة مصطفى الصمودي والناقد والشاعر الدكتور سعد الدين كليب و الناقد والشاعر الدكتور راتب سكر والقاص سامي طه مدير الثقافة في حماة والتي شهدت الثقافة في عهده حراكاً أخال أنه غير مسبوق والأديبة والقاصة حنان درويش. إضافة للباحث المربي جورج عبّود وهو من خارج الاتحاد إلا انه كرّم لحضوره في المشهد الثقافي ودوره التربوي المميز وبعد ذلك قام رئيس الاتحاد بتقديم شهادات التكريم لأمين فرع الحزب والمحافظ .
التكريم له أهميته إلا أن ثمة ما كان أهم وأجمل بكثير :
لأول مرة ومنذ ما يقارب التسع سنوات يتم هذا الاجتماع للزملاء في فرع حماة رغم كتاباتنا غير مرة عن ضرورة تنفيذ لقاءات وحوارات بيننا كأعضاء اتحاد كتاب سورية وماتولده تلك اللقاءات من حوارات وعلاقات أخوة وصداقة وتعارف , ورغم حواراتنا وطلبنا أيضا من هيئة الفرع في مدينتنا حماة أن تقدم على تنظيم لقاءات شهرية أو على الأقل كل ثلاثة أشهر للزملاء لكي يتاح لنا التعارف والتعرف على بعضنا وتبادل الإصدارات وفتح حوارات تليق بمدينتنا وبمشهدها الثقافي إلا أن ثمة ما كان يعيق توجيه الدعوة، ما هو ؟! لم ننجح، أو من الممكن غير قادرين على تنظيم لقاءات على أرض الواقع نتيجة حسابات ولو أنني لا أرى لها أي مبررات ولكن أيعقل أننا نعجز عن إنشاء مجموعة ( واتس آب) خاصة بنا نتواصل من خلالها كباقي أدباء المحافظات الأخرى إن لم نقل إنشاء صفحة ( فيس بوك ) أسوة ببعض الفروع ..
يوم الأربعاء الماضي ..يوم التكريم كم أحزننا ونحن زملاء أننا لم نلتق البتة مع بعضنا ونحن أبناء مؤسسة ثقافية توعوية إذ لأول مرة يحدث تعارف بيني وبين زملاء لي أمثال ( طلعت سفر – وفتحي فطوم- وسيف الدين القصير ..الخ) أليس من حقنا على فرعنا أن يعاود تنفيذ ما كنا عليه قبل الحرب من لقاءات شبه دورية نرحب بالزملاء الجدد وننظم احتفاليات تليق بمدينة عرفت بتاريخها الأصيل والعريق ؟؟!!
ومن جهة أخرى لاتقل أهمية عن التكريم زيارة رئيس الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي لمقر الفرع والالتقاء بالزملاء الأعضاء مع لفيف من أدباء المدينة وما توجته اللقاءات تلك الحوارات الهامة والجريئة والشفافة والصريحة ما بيننا نحن ككتاب وبين رئيس الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي ..حوارات تم من خلالها التطرق لحال الأعضاء ..لحال المؤسسة ولحال المشهد الثقافي السوري وما يعتريه من وهن وترهل نتيجة عوامل عديدة نتحمل نحن جميعاً مسؤوليتها ..
حوارات هامة تم من خلالها بلورة رؤية ما لخطط ثقافية من شانها النهوض بواقع الكتّاب والكتاب وبالتالي بواقع اتحادنا .
وطالبنا بضرورة التواصل مع الجهات المعنية للعمل على إعادة إطلاق وتنظيم مسابقة (أبي الفداء) الشعرية المتوقفة منذ سنوات..هذه المسابقة الخاصة بمدينتنا مدينة حماة والتي وجدت لنفسها المكان الذي يليق بها وبالمدينة بين المسابقات الشعرية السورية والعربية .
وما يسجل لرئيس الاتحاد سعة صدره وتقبله لكل ما تم طرحه والإجابة بمسؤولية عن معظم أسئلتنا ..نعم ساعات من حوارات ومصارحات نأمل أن ننجح في رسم ملامح مستقبل لمؤسسة ثقافية أصيلة عريقة وجدت للنهوض بحال المثقف والمثقفين وجدت لتكون حاضنة لهم لآمالهم وأحلامهم ..
ولتوسيع أيضا دائرة اللقاءات والحوارات والمحبة تم اقتراح أن نقوم جميعنا بزيارة لضريح ملك أو صاحب حماة (أبي الفداء) اسماعيل الأيوبي والملقب بعماد الدين والاطلاع على ذاك البناء البهي وأعمدته الرخامية لاسيما تلك المزدوجة إذ ((تشابك عليها أفاع ثمان تشكل بالتفافها تضفيراً جميلاً ولهذا أطلقت العامة على المسجد جامع ( الحيايا) وتم تأريخ البناء في عام (727هـ -1326م)
وما ذُكر عن بناء الجامع : قام أبو الفداء ببناء الجامع على ساقية نحيلة وجاء هذا كله من أنزه الأماكن وأسماها وأطلق عليها جميعاً اسم الدهيشة وذلك لأن الناظر تأخذه الدهشة والحيرة والذهول لما يشاهد من جمال الموقع وإحكام البناء وحسن الهندسة وبديع الزخرفة.
نعم كان يوماًحافلاً باللقاءات والحوارات والتعارف والتعرّف ..نأمل أن تشكل تلك الزيارة حافزاً لفرعنا لمعاودة تنظيم تلك اللقاءات إذ لا شيء يمنع ويعوق لا سيما أن حماة وريفها في أمن وأمان..
اتحادنا مؤسسة توعوية رائدة بفكرها وتوجهها ومبادئها , ومن اطلع وقرأ عن كيفية تشكيل وتأسيس هذا الاتحاد يدرك أن ثمة قامات سورية وطنية كانت مشغولة بمشاريع وطنية تحررية تنويرية عملت كل ما من شانه بلورة شعارات للمرحلة ولم تكن تنتظر ما نحن عليه الآن من امتيازات ..قامات وطنية ثقافية سورية أخلصت لنفسها ولسوريتنا وكم علينا نحن أن نعمل للحفاظ على هذا الإرث المهيب والمضي به نحو ما يليق بتضحياتهم وأحلامهم وآمالهم.

المزيد...
آخر الأخبار