المركز الإذاعي والتلفزيوني بحماة …خليـــة نحـــل لنقـــل الـحــدث مــــن كـــــل أرجــــــاء المحــافظـــــة..الإدارة : ننحت بالصخر وعلينا مسؤولية عالية
يتساءل الكثير من الناس كيف هي طبيعة عمل الإعلامي وخاصة بالإعلام المرئي الذي ينقل الحدث مباشرة ويعد التقارير لنقلها بأسرع وقت وبكل تفصيل ودقة إلى المشاهد عبر شاشة البث التلفزيوني.
وتتبوأ الإذاعة والتلفزيون مرتبة مهمة جداً في نقل الوقائع والأخبار وفي الانخراط المستمر المتوالي مع المواطنين ومع كل حدث يظهر على الساحة من أمور خدمية ومعيشية وبيئية وغيرها…
وضمن المركز الإذاعي والتلفزيوني في حماة الذي يبث بـ / لوغو / القناة السورية نشهد عملاً متواصلاً ومناوبة مستمرة حسب دور وعمل كل من العاملين فيه.
عمل أسروي
وقد أجرينا عدة لقاءات مع الكادر الإداري والفني لتسليط الضوء على العمل فيه والبداية كانت مع مديره موسى غازي الذي حدثنا عن جو العمل وطبيعته قائلاً : العمل الإعلامي عمل أسروي وخاصة في العمل التلفزيوني، ولايجوز تجزيء الخبر، فالتقرير الذي يخرج من أي مركز إعلامي أو إذاعي أوتلفزيوني تتشارك فيه عدة عوامل:
المصور الذي يأتي بالمادة الخام مع الصحفي المرافق معه، ثم يتم تدقيق وتحرير الموضوع داخل المركز ليشيّك عليه بالمونتاج بشكل نهائي ويرسل إلى دمشق.
وتوجد سرعة وتعب في جلب الخبر فالإعلام المرئي يحتاج للذهاب لموقع الحدث وتصويره وإجراء اللقاءات وتوثيق الواقعة بشكل كامل ثم العودة للمركز لغرفة المونتاج ليتم إرساله لمركز البث (المحطة) في دمشق.
الأزمة فرضت جهداً مضاعفاً
وتابع غازي قائلاً : العمل الإعلامي عمل مضنٍ كمن ينحت في الصخر، وخاصة في أيامنا هذه لأن الهجمة على سورية كانت هجمة إعلامية بالدرجة الأولى لتغيير المشهد بكامله عبر بث فتنة من خلال شواهد عيان كاذبين أو بث خبر من مكان معين وهو مجافٍ للحقيقة …لذلك اقتضى العمل بذل جهد مضاعف من القائمين على المؤسسة الإعلامية في سورية وأعطى مسؤولية عالية للإعلام الوطني في كل مجالات الإعلام(المرئي والمكتوب والمسموع)، والحمدلله أعطى العمل نتيجة قوية وعاد الناس لمتابعة الخبر الرسمي في كل مناحيه.
حالة أسروية وتكامل في المركز
ويتابع غازي قائلاً : إن العمل في المركز عمل أسروي ممتع وشيق وفي حالة تفهم وتنسيق دقيق، فمن يجد نفسه في الخبر الاقتصادي يكون أنجح مايكون مثلا في التقرير الخدمي.
والمراسل الحربي الذي ينقل المشهد العسكري تكون لديه خبرة أعلى من غيره في نقل الخبر.
الصعوبات في العمل
الصعوبات في المركز تشبه أي حال قطاع آخر فنحن في حالة حصار، فمثلاً ممكن أن نحتاج إلى كاميرا أو مثلاً موضوع الـ (SNG ) ولكن ممنوع استيرادها، أو موضوع عربات البث ووسائل التواصل الاجتماعي عالية السرعة، فهذه الأخيرة ممكن أن تكون متوافرة أكثر في وسائل إعلامية غير وطنية أو غير سورية للأسف.
نتائج رائعة
من إمكانات متواضعة
وأضاف : إن العامل في المركز استطاع تحقيق نتائج رائعة بإمكانات متواضعة متجاوزاً حالة الحصار، فأحياناً يخرج المصور مسافة مئة كيلو متر يصور خبراً ويعود لحماة ليرسله بنفس اليوم إلى دمشق ليبث الخبر بذات الليلة.
وهذا العمل السريع يؤمن موثوقية وحالة جذب لدى المشاهد، العمل هنا متناوب وكل في منطقته، ففي هذا الوقت الآن ينقل مراسلنا حالة الظروف الجوية التي يعانيها العسكري السوري الموجود على كل الجبهات الذي نعده رمز قوتنا وصمودنا، وكل النقص الذي نعيشه بحياتنا نشعر أمامه بأننا بألف نعمة من الله.
ونقلنا مشاهد من الجبهة عن بعد ٧٠ كم من حماة وعرضنا تقارير عن الجهد المبذول من عمال المخابز بسلمية التي تبعد ٣٠ كم عن المركز بكل موثوقية.
وتقريراً عن صوامع كفربهم والتي تزيد كميتها التخزينية عن (مئة ألف طن) والتي تؤمن وتزود المطاحن الأربعة في محافظة حماة بالأقماح .
عمل على مدار الساعة
ويومياً على مدار الساعة يوجد توزيع للعمل وتعاون وحتى مع القطاعات الأخرى فمجرد أن يعرفوا أننا نتجه للقيام بعمل في إحدى المناطق يتأهبون بدافع وطني للذهاب معنا .
تكامل العمل
لاينجح أي عمل إلا بتكامل الجهود من محررين وصحفيين ومؤهلين ومنتجين ومصورين ومخرجين.
فالحصول على شهادة دراسية شيء مهم جداً ولكن في عملنا تحديداً يمكن أن تكون الخبرة القوية مضاهية للشهادة كمخرج أو مصور ذي مهارة عالية فالمران والاستمرار والإصرار على العمل يكسب الشخص مهارة وخبرة عالية .
ولكن الأفضل هو العمل الأكاديمي ليواكب كل جديد ولتكتمل الخبرة بكل نواحيها.
العمل ممتع
كما حدثنا الإعلامي حبيب كروم -يعمل معداً في المركز وفي بعض البرامج الأخرى- عن طبيعة عمله قائلاً:
أعمل في التلفزيون العربي السوري منذ عام ٢٠٠٣، عملت محرراً ومعداً ومقدماً، وشاركت بإعداد برامج كثيرة لأكثر من ١٧ سنة فالعمل التلفزيوني ممتع رغم صعوبته والصحافة هي مهنة المتاعب، لكن الإعلامي يجد نفسه من خلال عمله، فالإعلام غيّر شعوباً بأكملها ونقلها من مكان لآخر، عندما نعد التقرير ونقترب من هموم الناس وقضاياهم، ونحصل على نتيجة يكون شعورنا عظيماً برؤية البسمة على شفاههم، وربما أحياناً يصعب الوصول إلى نتيجة لكن المهم هو المحاولة وتقديم مانستطيع.
فأحياناً يتستر البعض بالإدلاء على بعض الأرقام وغيرها لكننا نستطيع الوصول إليها بطرق عديدة وهذا العمل يمس ويخص الرأي العام .
ونعمل وفق الإمكانات من تجهيزات وكاميرات قديمة والجميع يعمل بكامل طاقته، فمئات التقارير تنجز شهرياً في حماة بجهود الجميع والإدارة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وشباب المركز وطاقمه يتوزعون في كل أنحاء المحافظة بكل اتساعها، ينجزون التقارير ويضيئون على المصاعب التي تواجه الناس في كل المناطق.
مركز متميز
المهندس محمد عبد الرحمن ابراهيم مشرف هندسة على الأجهزة و تسجيل الصوت وسحب المواد ويشرف على صفحة المركز الإذاعي والتلفزيوني بحماة عبر الفيس بوك يقول: يوجد نقص في الأدوات مثل الكابلات أو البطاريات كمبيوترات وبرامج حديثة، لكننا نحاول العمل بما هو موجود .
ومركزنا متميز ونحاول التسليط على الجانب الخدمي بشكل كبير إضافة لما تنجزه وتقدمه المؤسسات في حماة.
ممتع
المونتيرة نجوى يوسف تمنتج المادة من حيث نقاوة الصورة وثباتها وتوازن الصوت مع الصورة بحيث يكون التقرير كاملاً. تقول :
نشتغل بثاً محلياً مدته تقريباً ٣ساعات نمنتجه ونعمل على تنزيل التقارير (أخبار الأسبوع)، إضافة للقاءات الضيوف في الاستديو.
العمل ممتع طالما نحن نعمل نزداد خبرةً في كل شيء ويسهل العمل مع الزمن.
عملنا متكامل
المخرجة رنا سليمان قالت : أخرج رسالة بث محلي كل ليلة أحد في المركز، ويرتبط عملي دائماً بعمل زملائي، فالمخرجة بحاجة المونتير والمصور الذي يعطيني كوادر صحيحة والمعد يعطيني ورقة الرسالة المحلية التي نقوم بإعدادها لنبدأ بتنفيذها على جهاز (السويتشر كاميرا) لأقوم بتقطيع صور الكاميرا، مسؤوليتي أن تكون الكوادر والصوت والإضاءة وألوان الكاميرا صحيحة، حتى نحصل على الصورة النهائية فعملنا متكامل.
عندي ساعة بث محلي ليلتي (الأحد والاثنين) أما الأربعاء آتي للمركز لأشيك على عملي. الذي هو رسالتي.
مذيعة مجتهدة
هلا طاهر خريجة إعلام ومذيعة بالمركز الإذاعي والتلفزيوني، تقدم ساعة حماة يومين في الأسبوع، بالإضافة لبرامج وتقارير تشارك بها على الفضائية السورية مثل (صباح الخير، مراسلون، أخبار البلد إضافة لـ «حكاية سورية» مهمتها تسليط الضوء على شخصيات مميزة وموهوبة) وهي مذيعة مجتهدة.
مشكلات الناس تزعجني
المصور حكم عدي يعمل منذ عام ١٩٩٢ في دمشق انتقل منذ ١٨ سنة بعد إنجاز مركز حماة التلفزيوني يغطي بكاميرته جميع النشاطات من أخبار ومجتمع وتحقيقات وخدمات، يقول حول طبيعة عمله:
أعطي الشريط المصور للمونتير لسحبه واختيار وانتقاء اللقطات التي يريدها..
يتابع بأن العمل اختلف اليوم عن السابق حيث كنت أشعر بالمتعة لكن الروتين بالنسبة لي مزعج، ورؤية الواقع يتغير للأسوأ من معاناة الناس وغلاء الأسعار وغياب الرقابة التموينية في ظل تحكم غريب للتجار الكبار الذين لم يلتزم أحد منهم بتسعيرة الحكومة، فالناس بحاجة لحلول ملموسة.
جنين الديوب