نشر عمر محمد جمعة هذا المقبوس من رواية (كنت هناك) للروائي الفلسطيني حسن حميد:
سأنسى الكثير من القصص، والحكايات، والأخبار، والأحداث، والآلام التي عرفتها وعشتها، سأنسى طعم الملوحة الذي رافقني طوال حياتي! سأنسى الدموع التي بكيتها طوال وحدتي في هذه البلاد التي لم أرها سوى سجن أغلق عليّ حياتي، وسأنسى كراهية الناس ونفورهم مني، كما لو أنني مخلوق شائه، أو مجذوم، وسأنسى تحيّد النساء لي وتجاهلهن أيضاً.
آه ما أصعب أن ينظر الرجل إلى المرأة الجميلة بكامل المودة، واللطف، والاحترام تبجيلاً للجمال، فتقابله بنظرة ازدراء وكراهية، وتصدّ عنه، ما أصعب أن يرى المرء نظرة الاحتقار والإذلال والسخرية وهي تصدر عن وجه امرأة جميلة!.
***
أعترف.. لم أكن أدرك أن المرأة هي كل الدنيا، وأن الوحيد حقاً، هو من لا أنثى له. الآن أعرف أحزان الأشجار، والينابيع، والحيوانات، والطيور… وأدرك معنى غضباتها، إنها تغضب وتهيج وتثور وتصخب لأنها وحيدة!.
الآن أعرف لماذا كانت أمي «درام» تبكي في هدأة الليل.. وقد لفّها طيف «ناغوغي» الكبير، كانت تبكي لأنها تشعر بأنها وحيدة!.
يا لحياتي.. كم كانتْ وحيدةً، ويا….. لي، كم كنتُ وحيداً.
«ريفا».. أيتها القمر من أي سماء هبطتِ.. لأجلي!.
وأي مخلوق تشكلينه مني الآن..
ما أكبر الحياة يا «ريفا».. ما أوسعها وما أجملها.. بك!!.