صحيح أنني مع أناس كثر, وحولي العديد من الفتيات وتحيط بي ضوضاء صاخبة إلا أنني أشعر بالوحدة والانعزالية والانطوائية على نفسي.
لا أريد أحداً ولا أحتاج إلى أحد مع أنني ربما في أمس الحاجة إلى أحد يفهمني أتكلم معه وأبوح بما يسكن أعماقي, وما يجول بخاطري وعقلي.
آه كم من فكر مجنونة تدور في جمجمتي! كم يرتاح لها قلبي! إنها تخفف عنه وتعطيه طاقة ليتحمل أكثر، أسأل نفسي: لماذا لا أبوح لأحد وأتكلم عن ما بداخلي لشخص؟ لماذا لم أثق بأحد بعد لمَ لا أتكلم عن آلامي بصوتي بجنجرتي أنا أخرجها بصوت عالٍ.
أصرّعلى الكتابة على الورق أو على مذكّرة الجوال, ربما لأن الأوجاع لاتظهر على الورق أو يسمع صوتها من صرير القلم أو طقطقة لوحة المفاتيح عندما سأتكلم سيتضخم صوتي ويرق حيناً..
ستدمع عيناي أو لربما سأبكي، سيلحظون بحة صوتي.. سيعرفون لماذا عيناي تحتها السواد, ويعرفون أسباب شحوب وجهي أحياناً,وذهاب بريق عيني.
وعندما يلحظون ويعرفون ويفهمون سيتفهمون لماذا أنا هكذا ولكن لا أريد أن أتكلم.. أريد شخصاً يفهم لغة الصمت..!
عائشة مهند الجاجة