عطشى ، أُحدِّقُ فيكَ ملء العَيْنِ
حتّى أَغيبَ ، فلستُ أعرِفُ أيني ؟!
و يغيبَ بي معنايَ ، عزفاً مُبهَماً
في بالِ من جهلوا مقامَ اللّحْنِ
أرقى إليكَ ، لكي أطاوِلَ شهقَتي
و أُضيفَ للمَعنى بقيّةَ لَوْنِ
أعلو ،، فيُمطِرُني الغَمامُ قصيدةً
تدنو ، فأحبِسُ دمعَتِي و أُغَنِّي
يا قهوةَ العَيْنَيْن زِيدي فَورةً
حتّى يدوِّخَني احتراقُ البُنِّ
قد كنتُ قبلَهُما رماداً عاقِلاً
و اليَومَ أوْمَأَتَا لنارِيَ ؛ ((جُنِّيْ ))
فتسعَّرَتْ حتّى اختفيْتُ و لم أعدْ
أدري أكنتُ حقيقةً أم أنّي . .
كنتُ احتمالاً .. في وجودٍ زائفٍ
أمشي ، و تعبثُ بي رياحُ الظّنِّ
و أمدُّ نحوَكَ بعضِيَ الباقي، على
أمَلِ التئامي في يَدَيْكَ فخُذْني
لملِمْ شتاتِيَ فيكَ ، و احضُنْ لهفَتي
و لآخرِ الأنفاسِ فيَّ أرِقْني
اليومَ تحترِقُ البِلادُ ، و لا أرى ،
إلّا انعِقادِيَ فيكَ مجلِسَ أمْنِ
ندِّدْ أو اقلَقْ ، ما تشاءُ و خلِّ لي
شغَفَ انشغالي عن قضايا الكَوْنِ
و هُناكَ حيثُ الحُلْمُ أثقَلُ وطأةً
صاحَتْ بنا الدّنيا ، بنبرةِ حُزْنِ
حتّى نُفيقَ و في الحناجرِ غصّةٌ
و القلبُ يخفِقُ حسرةَ المُتَمنّي
أصحو، فيأخذُني ارتجافٌ حائرٌ
و الرّوحُ تشنُقُها ، حِبالُ الوَهْنِ
و أرى انعكاسَكَ في المرايا ، عابراً
منْ مقلتيِّ ، بخطوِكَ المُتأنِّي
قلْ لي ، و قد ذاقَ الفؤادُ حلاوةَ
اللّقيا ، أيرجِعُ للغِيابِ المُضني ؟؟!
د. إيمان الرزّوق