تعد النظافة من أهم عناصر حماية البيئة ذات الانعكاس المباشر على نوعية حياة السّكان وهي تمثّل إحدى المهام الأساسية المنوطة بعهدة البلديات.
حيث تتولى جمع النفايات المنزلية ومخلفات الأبنية والهدم والحدائق والمحال التجارية أو الصناعية أو المهنية وغسل الشوارع، غير أنه لا يتمّ أحياناً اعتماد طريقة جمع تتلاءم مع المعدّات المتوافرة وهو ما لا يساعد على المحافظة عليها.
بسبب عدم التمكّن من جمع كل النفايات خلال الدوريات العادية وعدم احترام المواطنين للأوقات والأماكن المحدّدة لإخراج النفايات، كما وتلاقي البلديات صعوبات في تركيز الحاويات بسبب اعتراض بعضهم على وضعها أمام محالهم أو منازلهم.
حال لا يسر
في كل مرة نسأل فيها مواطننا عن موضوع النظافة تأتي الإجابة سلبية، فحال مدننا وبلداتنا لايسر خاطر المواطن الذي يرى أن البلديات لا تؤدي واجبها بتنظيف شوارع المدينة والقرى، والريف هو الأكثر إهمالاً فلا حاويات صغيرة ولا كبيرة، والقمامة منتشرة في الشوارع بين المنازل والحيوانات تنبشها والحشرات تملأ أجواءها مسببة الإزعاج للمواطنين والأمراض لهم، هذا عدا أنها تعاني من نقص كبير بعمال النظافة وبآلياتها وهناك قرى تحدد أياماً معينة لترحيل القمامة وخصوصاً في بعض الطرق الفرعية وبذلك تبقى القمامة لعدة أيام.
آراء غير راضية
وصلنا الكثير من الآراء التي جاء بعضها يثني على عمل البلديات ويحثها على الاهتمام أكثر، لكن أكثر الإجابات جاءت غير راضية عن موضوع النظافة في مجال عمل بلدياتها وسنورد بعض الآراء:
سيئة بمصياف
النظافة بشكل عام في منطقة مصياف وريفها سيئة للغاية للأسباب التالية:
*مكبات القمامة غير مجهزة من حيث المطامر ومواقعها على الطرق العامة كمكب قرية البياضية وفي مجاري المياه والأنهار والطرق المؤدية للمكبات
* لايوجد استثمار للمكبات وإعادة تكريرها.
*عدم تزويد البلديات بسيارات القمامة.
رأي آخر قال : ننتظر أن تضع البلدية حاوية للقمامة في قرية الرصافة بجانب البئر الأثري القديم الذي تحول إلى حاوية لتجمع القمامة.
وفي الغاب أيضاً
وفي الغاب تجمع الآراء على أن بلديات سهل الغاب مقصرة وبشكل واضح خصوصاً في موضوع نظافة الطريق الدولي العام الذي يربط الشمال السوري وجنوبه، فلا وجود لحاويات قمامة على الشوارع الرئيسية ما يتسبب بوجود الروائح الكريهة، وتكاثر الحشرات نتيجة رمي القمامة بطريقة عشوائية.
اختلاف الإمكانات
وكذلك لتصنيف البلديات وإمكاناتها اختلاف مابين المدن والبلدات والقرى، فلكل منها إمكاناته الخاصة، فمثلاً الإمكانات الموجودة في مدينة حماة أكبر من إمكانات بلديات مثل سلمية ومصياف ومحردة وتلك أيضاً إمكاناتها ليست كالقرى الأصغر، ورغم ذلك وبشكل عام أتت الإجابات غير راضية عن واقع النظافة.
حماة ونقص بالعمال والمعدات
ففي مدينة حماة حدثنا رئيس مجلس مدينة حماة المهندس عدنان طيار بأن عدم رضا مواطني حماة عن موضوع النظافة سببه الاكتظاظ السكاني نتيجة نزوح الكثيرين من المحافظات الأخرى، ومع النقص الكبير بعدد عمال النظافة الذي تقلص ليكون ٣٥٠ عاملاً فقط فيما كان قبل الأزمة يقارب الـ ٨٠٠ عامل، لكننا نتدارك هذا النقص من خلال التعاقد مع القطاع الخاص ومع اتحاد شبيبة الثورة، أيضاً لدينا نقص بالحاويات التي سرق بعضها وحرق بعضها الآخر، وقد قدم لنا البرنامج الإنمائي ٩٠ عربة صغيرة و ٦٥ حاوية كما صنع مجلس المدينة ٥0 حاوية على نفقته، كما أننا نعاني من نقص المحروقات اللازمة لتشغيل آليات المجلس، أما الأهم في موضوع النظافة فهو عدم تعاون المواطن من خلال التقيد بمواعيد رمي القمامة او رميها خارج الحاويات وتجميعها أمام المنزل، ورغم وجود القانون رقم /٤٩/ والذي حدد قيمة المخالفة بمبلغ 5 آلاف ليرة إلاَّ أنه ونتيجة الوضع المعيشي الصعب للمواطن نتمنى عدم استخدامه والتعاون من المواطنين لتبقى مدينتنا أجمل.
800ـ1100 طن يومياً
المهندس محمد صقر مدير النظافة بمجلس مدينة حماة قال :
يتم ترحيل مابين /٨٠٠ إلى ١١٠٠ /طن يومياً إلى مطمر كاسون الجبل ونقوم بحملات تنظيف وترحيل القمامة من الأحياء الأكثر كثافة سكانية وبحملات شطف وتنظيف الأسواق التجارية ليلاً وفي الصباح المبكر، لعدم عرقلة الحركة المرورية، كما أجرينا صيانة وإصلاحاً وترميماً لعدد من الحاويات القديمة والمهترئة وبعض عربات جمع القمامة والمقدرة بـ ١٥ حاوية و٢٣ عربة وإعادة تأهيلها واستثمارها ووضعها بالخدمة وتم تأهيل براميل قديمة لاستخدامها كحاويات وعددها ٨، ونحن نرحل القمامة من التجمعات السكنية بشكل يومي.
ويتوافر لدى مديرية النظافة الآليات والمعدات التالية:
ضواغط قمامة عدد ٤٠ معطل منها ٢.
كانسات عدد ٥ معطل منها حالياً واحدة .
تركسات صغيرة عدد ٤ واحد منها متوقف لعدم وجود سائق.
جرارات عدد ٢٠ وتركسات عدد ٩ وقلابات عدد ١٢ بأحجام مختلفة.
وتعمل هذه الآليات على جمع ونقل وترحيل القمامة من أحياء شوارع حماة إضافة إلى النفايات الطبية من المشافي إلى المطامر المعتمدة في كاسون الجبل وعين الباد وتتوزع هذه الآليات على مراكز النظافة المنتشرة في المدينة.
ضعف الإمكانات بالمدن الأخرى
أما في مجال مجالس المدن والبلدات فقد برروا وضع النظافة وعدم رضا المواطنين عنها بضعف الإمكانات وقلة عدد العاملين والآليات وكذلك نقص الحاويات والتعدي عليها من قبل البعض وكذلك نقص المحروقات وعدم تعاون المواطن بموضوع النظافة.
شبه معدومة بالقرى
أما القرى فالوضع فيها مزرٍ للغاية والنظافة شبه معدومة والسبب خلوها من الحاويات أساساً والقمامة ترمى على الرصيف بشكل عشوائي ترحل في بعضها بشكل يومي وبعضها الآخر خلال يومين في الأسبوع، ما يسبب تناثرها على الطرقات، وجود جرار واحد لا يمكنه تخديمها على نحو أفضل وكذلك قلة عدد العمال مشكلة أيضاً.
ومن المستغرب عدم وجود حاويات نهائياً في ريف محافظة حماة لتجميع القمامة فيها .
عمل مشترك
نحن نعلم أننا لم نصل لنشر ثقافة النظافة الملقاة على عاتق المواطن بشكل عام في مدننا وقرانا، وهذا يزيد صعوبة عمل هذه البلديات، ونعلم أيضاً أن الأزمة رتبت أعباء إضافية فيما يخص موضوع النظافة، لكن هذا لا يعفي البلديات ومجالس المدن من مسؤولياتها بضرورة الاهتمام أكثر بمسألة لها علاقة مباشرة بصحة المواطن من جهة وبالبيئة من جهة أخرى والمطلوب مزيداً من الاهتمام.
ازدهار صقور