تعالوا نقل بملء الفم!.
تعالوا نقل بصراحة..!
ـ لم يعد هناك من يقرأ.. لم يعد هناك من يهتم بالقراءة!!
ـ أنا أشعر بالحزن ـ حين أرى المطابع تخرج علينا ـ على استحياء. بكتاب علمي أو ثقافي أو تراثي أو شعري أو روائي ـ ثم تأخذ دور النشر كتبها التي صدرت. ألوان أغلفتها زاهية، لماعة، ألوان متناغمة وعناوين جذابة تلفت الأنظار تدور بكتبها في كل مكان، تشترك في معارض دائمة أو معارض مؤقتة، معارض عربية أو معارض محلية!!
وبعد ذلك يعود الكتاب ولا أحد يلتفت إليه.. ولاأحد يدري أو ينتبه!!
*عناوين وعناوين..
كتب وكتب.. وإصدارات تتلوها إصدارات، ثم لاشيء، لاشيء بعد ذلك! لا الدعاية أفادت ولا المعارض نفعت ولا احد ينتبه ولاما يحزنون!!
*الكتاب ـ بعامة ـ صار كاسداً
ومن يطبع ـ هذه الأيام ـ يغامر بماله.. أو فلينتظر.. وماذا ينتظر؟!
القارئ الجادّ لم يعد له أثر.. القارئ الذي كان يستقبل الكتاب بالإجلال والترحاب صار مفقوداً!!
ـ عناوين مثيرة، وأغلفة لكتب أنيقة مبهجة ومحتوى جيد ولغة سليمة وورق صقيل يريح العيون و… و.. و.. ومع ذلك كله فالكتاب لم يعد يجذب أحداً!!
ـ القارئ الذي كان قارئاً صار يكتفي بتقليب الكتب ثم يدير ظهره وينصرف!.
* * *
نحن في زمن اللا قراءة.. زمن اللا كتاب… المطبوعة لم تعد تفعل شيئاً.. المطبوعة التي كانت لهفتنا عليها اختفت! لهاثنا إلى اقتناء الكتب وقراءتها وعقد ندوات حولها، وفتح أبواب النقاش عنها.. انتهى!..
ـ ذلك كله صار أضغاث أحلام .. دخلنا عصر الانترنت..دخلنا زمن الكمبيوتر.. زمن الجوالات و.. و.. صار بإمكان المشترك في هذه الأجهزة العصرية أن يحصل على اية مطبوعة في العالم..
ـ اشتركت مجلة (العربي) بشبكة الانترنت، المجلات من كل حدب وصوب أسهمت في الشيفرة التي اعتمدها الانترنت.. جرائدنا .. صحفنا كلها على (النت).. كل المطبوعات فعلت ذلك ودخلت كل بيت!! وهكذا لن تمرّ هذه السنوات القادمة إلاّ ونحن على أعتاب زمن انحسار الكتاب وتراجع المطبوعة الورقية!!.
ـ الجريدة نقرؤها عن طريق الانترنت..والمجلة كذلك! والكتاب الذي يصدر في آخر المعمورة أيضاً! ثم ماذا سيبقى لنا أخيراً؟..ماذا؟!
ـ سؤال نطرحه على أنفسنا نحن الذين نمارس الكتابة ونتصدى للكلمة ونسعى سعينا الحثيث إلى التواصل مع الآخرين!!
ـ هل ستكون هناك مصالحة على حساب الكتاب الذي نحلم بإصداره، أو على حساب الجريدة التي نسهم في الكتابة فيها، أو على حساب المجلة التي نقرؤها ونكتب في صفحاتها؟!
ـ هل ستكون هناك أساليب مغايرة للتواصل مع الآخرين؟
ـ هل سيخطف منا الانترنت والتلفزيون بشبكاته وفضائياته القارئ والمطالع والباحث؟
ـ هل .. هل .. أم سينتصر الكتاب.. ويبقى متربعاً على سلم المعرفة ويبقى له امتيازه وخصوصياته وطقوس قراءة ومتعة تقليب صفحاته بعيداً عن الأزرار والشاشة المضاءة ووجع الطواف والتنقل بين المحطات!.
ـ سؤال نتركه للمستقبل القريب.. القريب جداَ!!
نزار نجار